الآلاف يشيعون سليماني والمهندس في العراق

  • 1/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في بغداد السبت في تشييع قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبومهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي اللذين قتلا في ضربة جوية أميركية بالعراق زادت من احتمال نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط. ونقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإجازته الهجوم، واشنطن وحلفاءها، خاصة السعودية وإسرائيل، إلى مرحلة جديدة غير واضحة المعالم في المواجهة مع إيران والجماعات المسلحة المدعومة منها في المنطقة. وقال الجنرال غلام علي أبوحمزة أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إن إيران ستعاقب الأميركيين “أينما كانوا على مرماها”، وأثار إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج. وحثت السفارة الأميركية في بغداد المواطنين الأميركيين على مغادرة العراق في أعقاب الغارة التي أودت بحياة سليماني في مطار بغداد. وغادر العشرات من الموظفين الأميركيين العاملين بشركات النفط الأجنبية مدينة البصرة بجنوب العراق الجمعة. ونصحت بريطانيا، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة، رعاياها السبت بتجنب السفر إلى جميع أنحاء العراق باستثناء إقليم كردستان وتجنب السفر إلى إيران إلا للضرورة. وقال الجيش الألماني، في رسالة مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها علقت تدريب القوات العراقية بسبب زيادة المخاطر. وفي نفس الوقت أكد ديلان وايت القائم بأعمال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي السبت تعليق تدريب القوات العراقية قائلا “مهمة الحلف (في العراق) مستمرة، لكن أنشطة التدريب سيتم تعليقها مؤقتا”. أورد أبوحمزة قائد الحرس الثوري في إقليم كرمان سلسلة من الأهداف المحتمل ضربها انتقاما لمقتل سليماني وكان سليماني (62 عاما) واحدا من أبرز قادة إيران العسكريين والعقل المدبر المسؤول عن توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. وكان المهندس نائبا لقائد قوات الحشد الشعبي العراقية التي تنضوي تحت لوائها فصائل مسلحة. وضم موكب كبير نظمته قوات الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء الحصينة في العاصمة العراقية جثامين سليماني والمهندس والأشخاص الآخرين الذين لقوا حتفهم في الضربة الجوية الأميركية. وحضر الجنازة بالزي العسكري كثير من مقاتلي الجماعات المسلحة الذين كان سليماني والمهندس بطلين في نظرهم. ولوحوا بعلم العراق ورايات الجماعات المسلحة. كما حملوا صورا للرجلين وألصقوها على الجدران وعلى ناقلات جند مدرعة شاركت في الموكب وهتفوا “الموت لأميركا” و”كلا كلا إسرائيل”. وشارك في الجنازة عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي وهادي العامري قائد أحد الفصائل المسلحة وهو حليف مقرب لإيران والمرشح البارز لخلافة المهندس. وفي وقت لاحق نقل المشيعون الجثامين بالسيارات إلى مدينة كربلاء المقدسة جنوبي بغداد. وانتهى المطاف بالجثامين في النجف وهي مدينة مقدسة أيضا لدى الشيعة سيدفن فيها جثمان المهندس وجثامين العراقيين الآخرين. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن جثة سليماني ستنقل إلى إقليم خوزستان الواقع على الحدود مع العراق ثم إلى مدينة مشهد في شمال شرق البلاد ومن هناك إلى العاصمة طهران وصولا إلى كرمان مسقط رأسه في الجنوب الشرقي حيث يوارى الثرى يوم الثلاثاء. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية الجمعة إن سليماني كان يخطط لتنفيذ هجمات وشيكة على رعايا أميركيين في أنحاء الشرق الأوسط. وانتقد الحزب الديمقراطي الأميركي قرار القتل الذي اتخذه الرئيس الجمهوري ترامب واصفا إياه بأنه طائش ويزيد من احتمال اندلاع المزيد من العنف في منطقة مضطربة للغاية. وأعقبت الضربة الجوية الأميركية زيادة كبيرة في العمليات القتالية بين الولايات المتحدة وإيران في العراق منذ الأسبوع الماضي عندما هاجم فصيل مسلح تدعمه إيران السفارة الأميركية في بغداد في أعقاب ضربة جوية أميركية مميتة على كتائب حزب الله التي أسسها أبومهدي المهندس. وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الجمعة برد قاس على “المجرمين” الذين قتلوا سليماني وقال إن موته سيزيد مقاومة الجمهورية الإسلامية للولايات المتحدة وإسرائيل. وأورد أبوحمزة قائد الحرس الثوري في إقليم كرمان سلسلة من الأهداف المحتمل ضربها انتقاما لمقتل سليماني تشمل مضيق هرمز الذي يمر منه جزء كبير من النفط في ناقلات إلى الأسواق العالمية. وقال في تصريحات، في وقت متأخر من الجمعة ونشرتها وكالة تسنيم للأنباء السبت، “مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب وإن عددا كبيرا من المدمرات والسفن الأميريذكية يمر من هناك”. وأضاف “حددت إيران أهدافا أميركية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل… نحو 35 هدفا أميركيا في المنطقة بالإضافة إلى أن تل أبيب في متناول أيدينا” مشيرا إلى أكبر مدينة إسرائيلية وفي إيران عبر البعض عن مخاوف من أن يدفع مقتل سليماني بالبلاد إلى أتون حرب مدمرة مع دولة عظمى. وقالت منيرة وهي مدرّسة محالة للتقاعد “أشعر بحزن شديد لمقتل سليماني لكن ماذا سيكون الحال إذا قامت حرب بين أميركا وإيران؟ لديّ أطفال. ماذا سيكون حالي إذا أرسلوا ابني (طالب جامعي) إلى جبهة القتال؟”. وفي لبنان، نقلت قناة الميادين عن مسؤول في جماعة حزب الله اللبنانية قوله السبت إن رد “محور المقاومة” الذي تدعمه إيران على قتل سليماني سيكون حازما. ويشير محمد رعد زعيم كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله في البرلمان اللبناني إلى مجموعة من الجماعات التي تدعمها إيران من لبنان إلى اليمن والتي عززت النفوذ العسكري لطهران في المنطقة. وندّد كثير من العراقيين بالهجوم الأميركي واصفين سليماني بالبطل بسبب دوره في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد سيطر على مناطق في شمال ووسط العراق عام 2014. وقال مشيع اسمه علي الخطيب في العاصمة العراقية “المشاركة الكبيرة في هذه الجنازة تبرهن على تنديد المواطنين بأميركا وحلفائها عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان بينما تدعي قتالها ضد الإرهاب”. وأضاف “من الضروري الثأر من القتلة. الشهداء نالوا الجائزة التي أرادوها، جائزة الشهادة”. وهلل عراقيون آخرون في البداية للضربة الأميركية لكنهم سرعان ما انتابهم القلق من التبعات خاصة على المشاركين في احتجاجات منذ شهور ضد حكومة بغداد المدعومة من إيران والتي يتهمونها بسوء الحكم والفساد. وقال هؤلاء العراقيون إن سليماني والمهندس أيدا استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل المناهضين للحكومة العام الماضي وأسسا الفصائل المسلحة التي يلقي عليها المتظاهرون بالمسؤولية في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها العراق.

مشاركة :