مقالة خاصة: ارتفاع أسعار النفط تأثرا بالتوترات الأمريكية - الإيرانية

  • 1/5/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أدت الغارة الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل أحد أقوى الجنرالات الإيرانيين إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير يوم الجمعة، حيث يخشى المتعاملون في السوق من أن يؤدي تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى تعطيل تدفق الطاقة بالمنطقة. فقد ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم فبراير بمقدار 1.87 دولار أمريكي ليغلق عند 63.05 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد تداوله مرتفعا عند 64.09 دولار. ويعد هذا السعر الأعلى بالنسبة لعقد أقرب استحقاق منذ 20 مايو، وفقا لبيانات مؤشر داو جونز. وارتفع خام برنت تسليم مارس بمقدار 2.35 دولار ليغلق عند 68.60 دولار للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة بعدما ارتفع إلى 69.50 دولار للبرميل. وفي هذا الصدد، قال ريتشارد نفيو وجيسون بوردوف، الباحثان بمركز سياسات الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا، في مذكرة يوم الجمعة "من الواضح أن هناك مستوى جديدا من المخاطر الجيوسياسية في الأسواق، يعكسه رد فعل السوق الفوري الذي دفع خام برنت إلى الارتفاع عدة دولارات". فقد تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير عقب مقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية يوم الجمعة بالعاصمة العراقية بغداد. وأكد الحرس الثوري الإيراني يوم الجمعة مقتل سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية على مطار بغداد الدولي نفذتها مروحيات أمريكية في الصباح الباكر. ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها نفذت الهجوم بتوجيهات من الرئيس دونالد ترامب كـ"عمل دفاعي" ضد سليماني، الذي كان يخطط لشن هجمات أخرى على الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة العسكرية بالعراق. وأدان مسؤولون إيرانيون كبار يوم الجمعة بشدة اغتيال سليماني، فيما تعهدوا بالانتقام. وقال محللون في بنك (يو بي إس) السويسري للاستثمار إن "المتعاملين في السوق قلقون من أن تؤثر التوترات بين إيران والولايات المتحدة على الاستقرار السياسي للعراق وإنتاج النفط في العراق المصنف كثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد المملكة العربية السعودية". يعد الشرق الأوسط موطنا لما يقرب من نصف احتياطيات النفط المؤكدة في العالم ويمثل ثلث معروض النفط العالمي. وأظهرت الإحصاءات أن إيران والعراق أنتجتا 2.13 مليون برميل يوميا و4.65 مليون برميل يوميا من الخام في نوفمبر 2019، على التوالي، وشكلتا مجتمعين ما يقرب من 8 في المائة من المعروض العالمي من السوائل النفطية في نفس الشهر. وفي الوقت الذي تم فيه إجلاء عدد من العاملين الأمريكيين في مجال النفط من حقول النفط العراقية بالقرب من البصرة، أكدت وزارة النفط العراقية يوم الجمعة أن الإنتاج والصادرات لم يتأثرا حتى الآن. وأشار الخبراء إلى أن تصعيدا أكثر خطورة في الشرق الأوسط سيكون له تأثير أوسع على الأسواق الاقتصادية والمالية من خلال ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل حاد، ولكن كما أن أحدا لا يعرف ما إذا كانت إيران سترد على الغارة الجوية القاتلة ومتى سيحدث ذلك وكيف، فإن مخاطر تهديد معروض النفط الخام من المنطقة تظل قائمة. وقال المحللون ببنك (يو بي إس) إنه "عند أخذ المخاطر في الاعتبار، أضافت الأسواق علاوة مخاطر بسبب المخاوف من تصاعد التوترات"، مضيفين أن "مدة استمرار علاوة المخاطر المتعلقة بالنفط ستتوقف على ما إذا كانت تدفقات النفط تتأثر أم لا". وفي جانب آخر، قدم انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية بعض الدعم. فقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الجمعة أن مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية انخفضت بمقدار 11.5 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 27 ديسمبر. وكان المحللون يتوقعون انخفاضا قدره 5.5 مليون برميل. وعلى الرغم من أن مزيدا من التصعيد في التوترات الجيوسياسية قد يؤدي إلى استمرار الاتجاه الصعودي للنفط على المدى القصير، إلا أن الخبراء لاحظوا أن خطر الاتجاه الهبوطي لا يزال قائما حيث يتوقعون وفرة من المعروض في سوق النفط في عام 2020، خاصة في النصف الأول من العام، على خلفية نمو المعروض من خارج أوبك. وفي تقرير نهاية العام حول آفاق الطاقة على المدى القصير الصادر في ديسمبر 2019، توقعت إدارة معلومات الطاقة أن يشهد سعر خام برنت الفوري في المتوسط انخفاضا في عام 2020 مقارنة بعام 2019 بسبب توقعات بارتفاع مخزونات النفط العالمية، خاصة في النصف الأول من العام المقبل. وتوقعت إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط سعر خام برنت الفوري 61 دولارا أمريكيا للبرميل في عام 2020، بانخفاض عن المتوسط في عام 2019 والبالغ 64 دولارا للبرميل، فيما توقعت أن يكون متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط أقل بمقدار 5.50 دولار للبرميل مقارنة بسعر برنت. وقد ارتفع خام غرب تكساس الوسيط القياسي الأمريكي بنسبة تتجاوز 34 في المائة في عام 2019، وهو أقوى أداء سنوي له منذ عام 2016، فيما ارتفع خام برنت القياسي العالمي بنحو 23 في المائة

مشاركة :