عام على الشغور الرئاسي في لبنان

  • 5/25/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في 25 مايو 2014 دخل لبنان مدار الفراغ الرئاسي على وقع تحذيرات محلية ودولية بوجوب عدم السماح للشغور بالتسلل الى قصر بعبدا لاعتبارات يعرفها القاصي والداني، وعلى أمل ألا تتعدى المدة بضعة أسابيع أو أشهر في الحد الأقصى. لكن الرياح جرت بعكس ما اشتهت سفن اللبنانيين التي يبدو أنها تشتتت في زوابع المصالح الإقليمية وتاهت في بحور الخلافات الداخلية، تاركة البلاد تغرق في سبحة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية المتناسلة. وانسحبت تداعيات الشغور على عمل المؤسسات الدستورية كافة ولم يبق منها سوى حكومة الرئيس تمام سلام التي تمضي بين حقول الألغام حفاظاً على ما تبقى من هيبة الدولة. وفي 25 مايو/أيار 2015 تطوي رزنامة الشغور آخر أوراقها لعام كامل، لم تفلح خلاله كل الجهود والوساطات والاتصالات المحلية والخارجية والتمنيات السياسية والروحية في ملء شغور المنصب الأول في الدولة. وفي حين لا توحي الأجواء السياسية بإمكان حصول اختراق على الجبهة الرئاسية في المدى المنظور، أو على الأقل قبل انتهاء رسم خريطة التسويات السياسية في المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني نهاية شهر يونيو المقبل، بين إيران ودول الخمسة زائداً واحداً، باستثناء ملامح اتصالات دولية دخلت موسكو على خطها بقوة في الآونة الأخيرة بالتنسيق مع الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة، تشهد الساحة الداخلية سلسلة نشاطات وتحركات في ذكرى الشغور الموافق لذكرى المقاومة والتحرير في عامها الخامس عشر، إذ يذيع الرئيس تمام سلام مساء اليوم بياناً من وحي المناسبتين يتناول فيه أهمية ذكرى التحرير من جهة ويحذر من خطر الفراغ الرئاسي وضرورة وضع حد له في أسرع وقت من جهة أخرى. وتزامناً، التأم اللقاء التشاوري قبل ظهر أمس في دارة رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، في حضور الرئيس ميشال سليمان والوزراء المقربين منه، إضافة الى وزراء الكتائب ومستقلين حيث تم التطرق الى الأزمة الرئاسية المستفحلة وضرورة وضع حد لها عبر إجراء انتخابات في أسرع وقت، وفق الآليات الدستورية، بعيداً من الطروحات التي تطيل أمد الفراغ. وبعد أن شاركوا في 24 لا جلسة لانتخاب رئيس، يتوجه وفد من نواب ووزراء قوى 14 آذار، إلى بكركي اليوم، في خطوة رمزية هدفها المطالبة بالإسراع في انتخاب رئيس وتحميل مقاطعي الجلسات مسؤولية استمرار الفراغ في سدة الرئاسة. في سياق آخر، تعقد وفود تكتل التغيير والإصلاح التي جالت على القيادات السياسية شارحة مبادرة النائب ميشال عون الرئاسية، اجتماعاً تقويمياً في الساعات القليلة المقبلة، هدفه غربلة ردود فعل الأطراف التي التقوها، على طروحات عون، قبل عرضها غدا على طاولة التكتل الذي سيلتئم في جلسة مخصصة لمناقشة المبادرة والأصداء التي تركتها في الداخل. وذكرت مصادر متابعة، أن عون سيطلق غداً مواقف مهمة تحدد خريطة طريق التيار الوطني الحر في المرحلة المقبلة، في ضوء خلاصة جولة وفد التكتل على الفرقاء السياسيين، لافتة إلى أنها ستكون عالية النبرة لا سيما إزاء بعض الحلفاء والأصدقاء وتعكس تغيير طبيعة علاقته بهم مع تأكيده متانة العلاقة مع حزب الله، وسيؤكد في المقابل تعزيز ركائز علاقته بالقوات اللبنانية. وفي هذا الإطار، يشهد الأسبوع الحالي لقاء تواصلياً جديداً بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إذ من المقرر أن يلتقي عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان رئيس القوات سمير جعجع لوضع اللمسات الأخيرة على ورقة إعلان النيات. ووصفت أوساط متابعة الأجواء بينهما بالإيجابية، متحدثة عن تعزيز وتيرة الاتصالات لدفع مسيرة الحوار قدماً. وإذ لفتت إلى أن اللقاء بين عون وجعجع بات يشكل ضرورة في هذه المرحلة، أكدت المصادر أن العد العكسي للقاء الرجلين انطلق.

مشاركة :