الاستثمار الرياضي.. فرص واعدة لرواد الأعمال

  • 1/5/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صناعة الرياضة مشروع متكامل يتخطى الجانب الرياضي؛ ليصبح استثماريًا، يحقق دخلًا للمشاركين والمستثمرين، وتصبح الأندية الرياضية بمثابة مشاريع استثمارية، بعد أن أصبحت الرياضة تتعدى المفهوم الرائج من ممارسة لعبة ما بهدف تحقيق الانتصارات فقط، إلى تحقيق أهداف اقتصادية؛ الأمر الذي أدى لتطور الإعلام الرياضي المرئي والمسموع لتغطية الأحداث الرياضية الهامة وتسويقها بالشكل الأفضل؛ ما يتطلب كوادر مؤهلة تستخدم آخر الابتكارات في تحصيل النتائج. أكد عبدالعزيز بن صالح الراجحي؛ رجل أعمال وعضو شرف بنادي الهلال، أن المجال الرياضي حافل بالفرص، خصوصًا في الألعاب الشعبية، ولاسيَّما كرة القدم؛ إذ تعد أكثر ثلاثة مجالات لدخل الأندية: النقل التلفزيوني، والدخل الجماهيري، والرعاية التجارية. الأندية الجماهيرية وأوضح أن الأرض خصبة للاستثمار الرياضي، لاسيما مع الأندية الجماهيرية؛ إذ توجد حالات حققت نجاحًا مبهرًا، بدليل أن أكبر الشركات تستثمر في الرياضة سواء شركات اتصالات، أو عقارات، أو شركات كبيرة، فنادي الهلال يحظى برعاية كبيرة من شركات عملاقة؛ ما يدل على أن المجال الرياضي يمثل فرص حقيقية للقطاع الخاص لاختصار كثير من المسافات. الخصخصة عامل جذب وأشار الراجحي إلى أن التحديات تتمثل في كون الاستثمار الرياضي سوقًا ناشئة وقلة مستوى الوعي لدى أطراف مختلفة؛ ما يتطلب حرص المستثمر على تكوين علاقة جيدة مع كافة الأطراف؛ ليصل لنتيجة جيدة باستثماره في المجال؛ كخطوة أخيرة لتحول الأندية لكيانات تجارية بحتة؛ وبالتالي يكون العمل معها أكثر سهولة؛ لذلك يرى أن الخصخصة ستكون عامل جذب للأندية. ويرى عبدالله بن جمعه الغزال؛ عضو لجنة الإعلام والاتصال بكأس العالم 2018م، أن الرياضة السعودية تعيش أفضل أيامها في مختلف الرياضات، سواءً في المشاركات الجماعية، أو الفردية، أو استضافة الأنشطة والأحداث الرياضية العالمية المختلفة التي تستهوي وتستقطب الشباب من مختلف دول العالم، لافتًا إلى أن هذا الأمر تم بدعم واهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بمنحهما الرياضة والشباب اهتمامًا كبيرًا. وأضاف أن النجاحات التي حققتها المملكة باستضافتها الأحداث الرياضية العالمية، جعل عيون العالم تتجه للمملكة، ورغبة كثيرين في استضافة المملكة أحداثهم الرياضية، بعد اطلاعهم على التنظيم المميز، والحضور الجماهيري، والتسويق المشوق. التسويق الرياضي وأشار عبدالله المغلوث؛ عضو اللجنة الاقتصادية بغرفة الأحساء، إلى أن الاستثمار والتسويق الرياضي من أهم ركائز الرياضة اليوم؛ حيث باتت الرياضة صناعة وتجارة وأرباحًا أكثر منها مجرد لعبة؛ بل أصبحت الرياضة لا تقل أهمية عن السياسة والاقتصاد؛ إذ تُولي الدول اليوم الرياضة حقها، وتستقطع جزءًا كبيرًا من ميزانياتها السنوية لها. وأضاف المغلوث، أن الاستثمار الرياضي يعد أحد أعمدة الاقتصادات الوطنية، بل هو العمود الفقري للعملية الرياضية، والسبب الأول لنجاحها في أرض الملعب، وتقديم مستويات فنية عالية، مع تحقيق انتشار إعلامي قوي، وتحقيق البطولات؛ لأن التسويق والاستثمار الرياضي يساوي المال. ونوه إلى أن حجم قطاع الاستثمار الرياضي الآن يبلغ 145 مليار دولار، على أقل تقدير، بينما تشير مصادر أخرى إلى ضعف هذا الرقم، مشيرًا إلى أن السعودية يمكنها أن تكون لاعبًا رئيسًا في عملية الاقتصاد الرياضي، بدايةً بآسيا والشرق الأوسط، ثم الانتشار العالمي كخطوة نهائية. ولقد تبنت القيادة الرياضة؛ كاقتصاد رئيس في تنمية المملكة في السنوات المقبلة؛ وذلك للوعي بالتغيرات الحادثة من حولنا في الاقتصاد ودخول الرياضة كفرع جديد ومهم جدًا من فروع الاقتصاد الآن، باتت تعتمد عليه الدول. الدوري السعودي ثالثًا وشهدت السنوات الأخيرة تفاهمًا وتمازجًا بين كرة القدم- الرياضة الشعبية الأولى في العالم – والاقتصاد والاستثمار، تنظر للمشجع كمستهلك محتمل، فمن بين 23 دوريًا في دول آسيا، يحتل الدوري السعودي المركز الثالث من حيث قيم لاعبيه السوقية، بعد الدوري الصيني البالغة صفقات لاعبيه 454 مليون يورو، ثم اليابان بقيمة 282 مليون يورو ، ثم الدوري السعودي بقيمة 281 مليون يورو؛ لذا يشهد مستقبل التسويق الرياضي في الأندية تطورًا مستمرًا، ما يجعل في الأفق احترافية أكثر، بشرط وجود بيئة قانونية وإدارية تساند كل نادٍ للعمل، وتحمي حقوق كل الأطراف. شراء نادي الهلال وكان صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، قد وعد في حال شرائه الهلال السعودي بأن يجعله يضاهي أكبر الأندية الأوروبية؛ مثل برشلونة الإسباني، ومانشستر سيتي الإنجليزي، مع رغبته في الاستثمار في نادي الوطن والهلال. وقال الأمير السعودي: “أقول للهلاليين: لديكم بطولات محلية وعربية وآسيوية واضحة، لم يبق سوى العالمية. وأعدكم بعمل المستحيل للوصول للعالمية، وجعل الهلال فريقًا عالميًا”. وأضاف: “الهلال يملك كل المقومات التي تدفعني لشرائه من بطولات وجماهير واستمرار في المنافسة، بالرغم من عرض أندية كثيرة ببريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، لكنني رفضتها”.

مشاركة :