أكد الدكتور هاشم الطريفي مدير إدارة الصيدلة في مستشفى "توام" أن الوضع الدوائي في المستشفى يعتبر أكثر من المطمئن، وأن نسبة النقص في الدواء تكاد تكون معدومة حيث إن 99% من الأدوية التي يحتاج إليها المرضى متوفرة في صيدليات المستشفى والمرافق التابعة له، وثلث الوصفات التي يتم صرفها خاصة بمرضى الأورام ولابد من توفيرها بشكل مسبق، باعتبار أن مستشفى توام يعد مركزاً لتلك الأمراض، معزياً ذلك إلى وجود نظام مشترك بين الإدارة وإدارة المستودعات، الأمر الذي أسهم في توفير الأدوية للمرضى وحد من جلب نظيرتها التي تقل الحاجة إليها ويؤدي عدم صرفها أو استخدامها إلى انتهاء فترة صلاحيتها . الدكتور الطريفي كشف عن أسباب تأخر صرف الدواء في الصيدليات وسياسة الإدارة تجاه رفع نسبة التوطين وبرامجها المشتركة مع كلية الطب في جامعة الإمارات والخطط المستقبلية في حواره مع "الخليج" . وإلى نص الحوار: * بداية ما هو تقييمكم للسياسة الدوائية التي تتبعها دولة الإمارات بمختلف إماراتها ومناطقها الطبية؟ مما لا شك فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبع سياسة دوائية صارمة سواء أكان ذلك على مستوى وزارة الصحة أو هيئة الصحة في إمارة أبوظبي، للحرص البالغ الذي يوليه القائمون على قطاع الصيدلة في الدولة بمختلف إماراتها وذلك بسبب الأساس المتين الذي وضعت عليه أسس تنظيم القطاع المهم الذي يعد واحداً من أهم القطاعات الطبية نظرا لحساسية وضعه . * ثمة شكاوى من قبل المراجعين بسبب عملية صرف الدواء التي يصفونها بالطويلة ترى لماذا تحول الأمر إلى مصدر للشكاوى ؟ دعني أوضح بعض الأمور قبل الخوض في الجوانب العملية، حيث إننا في "توام" نسعى إلى تقديم أرفع معايير الخدمات الصيدلانية إلى مرضانا بمعنى أننا لا نكتفي بصرف الدواء وتقديمه إلى المريض بل هناك خطوات مهمة نقوم بها حتى نتأكد من أن المريض استلم الدواء الخاص به دون أن تكون هناك أخطاء قد يروح ضحيتها مريض أو آخر حتى وإن كان علاجه مسكناً . إن آلية صرف الدواء من صيدليات "توام" والصيدليات التابعة لها في العيادات والمستشفيات الأخرى تمر بمجموعة من المراحل تصل إلى 6 مراحل في بعض الحالات وتتعلق بشكل رئيسي بمسألة السلامة الدوائية التي هي أساس عملنا وهي كذلك من الجوانب المهمة التي قلصت حجم الخطأ في إدارتنا إلى أدنى مستوياته العالمية حيث لا يتجاوز الأربعة في الألف وهي نسبة لا تذكر في حال مقارنتها بالنسب الأخرى في الولايات المتحدة على سبيل المثال التي تصل نسبة الخطأ فيها إلى 2 في المئة . وأضف إلى ذلك أن "توام" وإدارته يولون راحة المرضى أهمية قصوى، حيث تقوم إدارة الصيدلة باتباع نظام صرف الدواء إلكترونياً يحصل من خلاله كل مراجع للصيدلة على رقم خاص به . وهناك نظام نداء آلي يقوم بصرف الدواء للمريض بحسب الرقم الذي أعطي إياه لحظة وصوله للصيدلية لتبدأ بعد ذلك مهام الإدارة في توفير الدواء المناسب لكل وصفة بحسب الجرعات الموصوفة من جانب الأطباء . * كيف تقوم الإدارة بتأهيل صيادلتها للقيام بمهامهم كما هي مرسوم لها؟ نعم إننا نخضع الكوادر العاملة معنا على سلسلة من البرامج الخاصة بالسلامة الدوائية وخدمة المراجعين التي وصلنا بها إلى أن تكون خدمة فندقية، بكل ما تحويه الكلمة من معنى من حيث التعامل الاحترافي للصيادلة، وافتتاح قسم لتقديم النصائح والإرشادات الدوائية يكاد يكون الأول من نوعه على مستوى الدولة ومهمته تتمثل في تعليم المريض بالكيفية الصحيحة للاستخدام الأمثل للعلاج بحيث يحصل على الفائدة بأقل ضرر ممكن من الآثار الجانبية، أضف إلى ذلك إننا نعمل بالتعاون مع كلية الطب في جامعة الإمارات على تنفيذ برنامج الدكتوراه في الصيدلة السريرية، بحيث يمتد دور الصيدلي إلى أكثر من مجرد صرف الدواء . * تعاني الكثير من المؤسسات الصحية محلياً وعالمياً مشكلة نقص الدواء ترى ما هو حجم هذه المشكلة لديكم في "توام"؟ نحن في "توام" لا نعاني نقصاً في الدواء لوجود نظام مشترك بين إدارة الصيدلة والمستودعات يسهم بشكل كبير في عملية تنظيم حاجتنا من الدواء، بمعنى أنه يتم توفير الكميات الدوائية بحسب الحاجة إليها لنتفادى بذلك النقص أو الزيادة التي لا يتم صرفها وتؤدي إلى انتهاء صلاحيتها وإتلافها لاسيما وأن هناك أدوية غالية الثمن . * هل هناك خطة لديكم في إدارة الصيدلة من أجل رفع نسبة التوطين؟ نعم إننا كجزء من هيئة أبوظبي للصحة ومستشفى توام نضع رفع نسبة التوطين في قطاع الصيدلة نصب أعيننا إيماناً منا بأهمية توفير الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة في هذا القطاع المهم والحيوي . ونحن في إدارة الصيدلة بمستشفى توام لدينا 80 صيدلياً وطبيبة صيدلانية تبلغ نسبة التوطين بينهم 20% وهي نسبة تزداد بشكل سنوي بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمستشفى حيث إننا نسعى إلى استقطاب الكوادر الوطنية للعمل في قطاع الصيدلة إلى جانب تزويدهم بأحدث البرامج الطبية التي تمس تخصصهم وتزيد من مهاراتهم العملية وهنا لابد من الإشارة إلى أن الكوادر الوطنية العاملة لدينا تتميز برغبتها في العمل وسعيها نحو التميز وذلك بحسب مؤشرات قياس الأداء التي نقوم بها دورياً من أجل رفع كفاءة الطاقم العامل معنا . * ما هي خططكم المستقبلية الخاصة برفع مستوى خدمات قطاع الصيدلة في "توام" والمرافق التابعة له؟ لدينا الكثير من الخطط التطويرية والمستقبلية التي نهدف من خلالها إلى تقديم خدماتنا بأفضل أشكالها وإلى جانب رفع مستوى التوطين في الإدارة، فإنه يوجد لدينا توجه لإيصال الدواء للمرضى في المنازل للتخفيف عليهم والحد من ازدحام الصيدليات حيث ندرس السبل الأمثل لإيصال الدواء لمحتاجيه دون أي أخطاء وفي الوقت المناسب وسنبدأ في المرحلة الأولى بمرضى الأمراض المزمنة ثم نقوم بضم مرضى الحالات الأخرى إليهم في المرحلة الثانية . أضف إلى ذلك أن الارتقاء بمستوى الوعي الاجتماعي بمخاطر الدواء يعد واحداً من أهدافنا الحالية والمستقبلية، وذلك في إطار حرص الإدارة على تقديم مزيد من الخدمات المجتمعية التي تحد من الممارسات الخاطئة لاستخدام الدواء .
مشاركة :