وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز النقاط على الحروف في القول الفصل الذي سيجعل الإرهاب والمتعاطفين معه والمحرضين عليه يدفعون الثمن في وقت الحساب الذي أشار إليه في البرقية الموجهة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. ورأت نخب مثقفة من القطيف ما أورده خادم الحرمين الشريفين في كلمته عنصر حزم غير بعيد عن شخصية الملك سلمان. وأكدوا ل"الرياض" أن الكلمة لها وقعها في كل مناطق المملكة، وفي محافظة القطيف التي فجع قاطنوها بعملية إرهابية ذهب ضحيتها 21 شهيداً، مشددين على أنها يمكن أن تؤسس لمشروع نهضوي ضمن المزيد من القوانين التي تجرم كل أشكال العنف، ف"النظام يفرض هيبة الدولة على الجميع". وقال د. توفيق السيف إن أبناء الشعب السعودي تعودنا منهم الالتحام والوئام في وقت الأزمات. وأضاف: "اعتدنا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المواقف الحاسمة والحازمة والسريعة، وذلك جلي ويعرفه الجميع من خلال ما تم مؤخراً". وتابع د. السيف: "نتمنى أن يتبع موقف خادم الحرمين الشريفين بعلاج يستأصل أسباب الحوادث الشنعاء، فالإرهاب التكفيري لا يستهدف مواطن أو مدينة دون غيرها، وهو يستهدف النظام ككل، والوطن والتكافل والسلم الأهلي والتضامن والتكافل الاجتماعي بين السعوديين ككل، وهدفة الأعلى إثارة النزاع والشقاق بين أبناء البلد، وضرب السلم الأهلي ولذلك نحن بحاجة لإجراء حازم وهو يتمثل في إصدار نظام يتضمن وقف وتجريم إثارة الكراهية والبغضاء بكل أنواعها سواء على أساس مذهبي أو ديني أو قبلي أو غيره، ويجب صدور النظام من أجل مستقبل بلدنا وأطفالنا، ولنحفظ هذه الوحدة والتضامن التي جعلتنا جسداً واحداً، كما أن النظام يهذب الأخلاق، وبدون النظام يجعل البشر يعيشون كما لو كانوا في غابة، ووجود النظام عادة يكون قوة للمواطن والدولة على حد سواء، ويزيد من هيبة الدولة وقوتها، ويزيد من قيمة السلم الأهلي". وأردف: "إن كل عزاء يواسي ذوي المصابين، لكن صدروها من أعلى رجل في الدولة لها قيمتها الخاصة لأن المواطن يشعر باهتمام أكبر رجل في الدولة، وهذا أمر له قيمة خاصة، وفي مجتمع القطيف مثل هذه المبادرات تعزز الشعور بأننا فعلاً محل اهتمام من أعلى رجل في الدولة وأجهزتها". بدوره، شدد م. جعفر الشايب عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف على أهمية التأمل في كلمة خادم الحرمين الشريفين، وقال: "إن هذا التوجيه يدل على الاهتمام في هذا الحدث وهذه القضية التي تهم الوطن بأكمله، وهو رسالة ودعوة للوقوف ضد التطرف والإرهاب بحزم". واستطرد د. الشايب: "تعودنا من خادم الحرمين مثل هذه المواقف، ويجب تحويل هذه المواقف الطيبة لمواقف على الأرض ليتم اجتثاث الفكر التكفيري المتطرف وتجفيف منابعه الثقافية والإعلامية، خاصة الفضائيات المتطرفة التي تدفع بالمزيد من التشنج والتكفير". من جهته، أوضح م. شاكر آل نوح أن خادم الحرمين ملك الحزم والحسم ودائماً ما يأخذ المواقف في الوقت المناسب، وهذا الأمر يوقف خفافيش الظلام عند حدهم الذين يسعون لإثارة الفتنة، بين مكونات الشعب السعودي الكريم، مضيفاً أن كلمة الملك سلمان تأتي لتضع النقاط على الحروف، وبالعمل على تطبيقها ستلقم الأفكار الظلامية حجراً وتقضي عليها". وأكد م. آل نوح أن أهالي محافظة القطيف يدركون أن ما حصل في بلدة القديح ليس خاصاً بها، بل هو مصاب الوطن كله. فيما، ذكر د. محمد البيشي أستاذ جامعي أن خادم الحرمين ببرقيته وضع النقاط على الحروف لتعزيز اللحمة الوطنية، وهي رسالة لكل إرهابي أو حامل لفكر ضال يريد من خلاله التفرقة بين الأمة، لافتاً إلى أن جميع السعوديين يرون في شخصية الملك سلمان الحزم والقوة في الحق. وأشاد بما قام به رجال الأمن من إنجازات في أقل من 24 ساعة حيث تمكنوا من القبض على أفراد الخلية الإرهابية المتورطة في تفجير القديح. وقال م. نبيه البراهيم نائب رئيس المجلس البلدي سابقاً بالقطيف: "رغم ما عانيناه كمواطنين في اليومين السابقين من آلام وجراح من جراء العمل الجبان الذي أودى بحياة أنفس بريئة لا ذنب لهم، إلا أن رسالة مليكنا خادم الحرمين الشريفين جاءت شفاء لهذه الآلام وبلسماً لهذه الجراح، وليس ذلك غريب عليه فهو على الدوام ملامساً لهموم ومشاعر شعبه ومواطنيه، ليس في وقت الرخاء فحسب بل في وقت الشدة التي يكون المواطن في أشد الحاجة إلى ملك قوي وعطوف كالملك سلمان بن عبدالعزيز الذي بعون الله سبحانه وتعالى وبمعاونة البطانة الصالحة التي معه وعلى رأسهم سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد الذين نعلم مدى الجهد الذي يبذلانه في حفظ الوطن والسهر على أمنه والعمل على استقراره وتنميته وازدهاره". وبين م. البراهيم أن ما نترقبه كمواطنين قريباً أن تترجم هذه الرسالة التاريخية إلى برنامج عمل لمشروع وطني كبير يحافظ على وحدة وأمن واستقرار هذه البلاد الطيبة، ويمنع أي اساءة أو تجريح لأي مكون من مكونات الوطن. وثمن محمد رضا نصرالله عضو مجلس الشورى برقية خادم الحرمين الشريفين، وقال: "من خلال معرفتي بشخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز والداً لجميع المواطنين لم استغرب رسالته التوجيهية لسمو ولي عهده الأمين وقد أكد فيها على موقفه الصارم ضد مرتكبي جريمة الإرهاب الدامية في القديح. وأفاد أنه حين يؤكد قائد البلاد على أن مرتكبي الجريمة لن يفلتوا من يد العدالة، فإنه شمل بالعقاب كل عناصر الجريمة من دعاة ومحرضين ومتعاطفين. وشدد نصر الله على أن زمر الإرهاب ومن يشجعهم ويحرضهم ويتعاطف معهم ينفذون مخططاً عالمياً لتخريب الأوطان، وزعزعة السلم الأهلي بإشعال الفتن المذهبية، وتكفير من لا يماثلونهم مذهبياً وفكرياً. وأوضح أنه في الوقت الذي نشكر الأجهزة الأمنية على جهودها الكبرى في مواجهة الإرهاب ينبغي تضافر الجهات الحكومية الأخرى لمحاصرة الفكر الضال بتوعية المجتمع بمخاطر التعصب والتكفير. وجدد نصر الله مطالبته لمجلس الشورى بإصدار مشروع نظام حماية الوحدة الوطنية الذي تقدم بها مع خمسة من زملائه بعد أحداث الدالوة الإرهابية. وأشاد بدور أصحاب القلم وقادة الرأي في تعزيز الصف الوطني، داعياً في الوقت نفسه إلى تطبيق أقصى العقوبات على الدعاة، والكتاب، والمغردين، الذين يثيرون الفتن في وسائل التواصل الاجتماعي.
مشاركة :