بيروت: «الخليج» يوحي ظاهر الوضع في لبنان أن كل شيء بات جاهزاً لإعلان ولادة الحكومة الجديدة، لكن في الباطن، يبدو أن ثمة عقداً لا تزال عالقة، بينما تزداد الأجواء الداخلية تلبداً ساعة بعد ساعة معيشياً واقتصادياً ومالياً و«مصرفياً»، في حين نفّذ متظاهرون وقفة أمام منزل الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب في منطقة تلة الخياط،لمطالبته بالتنحي والاعتذار عن تشكيلها . وتقول مصادر سياسية، إن الاتصالات على الخط الحكومي، استمرت مكثفة السبت والاحد بين دياب من جهة، والقصر الرئاسي وجبران باسيل والثنائي «حزب الله» و«أمل» من جهة ثانية، لوضع اللمسات الأخيرة على التركيبة تمهيداً لإعلانها إلى اللبنانيين قبل الأربعاء. رغم أنه سيبقى رصد كيفية تلقفها من قبل الشارع المنتفض- بعد أن بات معلوماً أنها من تكنوقراط، لكن من خيار القوى السياسية- فإن المصادر لا تخفي خشيتها من أن يكون التريث الذي طرأ، بسبب التطورات الإقليمية وارتفاع حدة الخطاب السياسي من إعادة خلط الأوراق على الطاولة الحكومية؛ إذ سيعني أن تركيبة «الاختصاصيين» التي وضعها دياب، لم تعد تفي بالغرض بعد أن تجاوزتها تطورات المنطقة، وقد باتت العودة إلى حكومة سياسيين، أو تكنو-سياسية، ضرورية. وتحذّر المصادر من مغبة تطيير فرصة التأليف، و زجّه في «بازار» الصراع الإقليمي، مذكّرة في الوقت نفسه، بضرورة تفيؤ الحكومة العتيدة، الآن أكثر من أي وقت، مظلة الحياد والنأي بالنفس. وفي واقع يؤكد ضرورة الإسراع في تأليف حكومة تعمل على إنقاذ الوضع الاقتصادي -المالي في لبنان، يستمر الضغط الشعبي على المصارف. ففضّلت بعض الإدارات عدم فتح أبوابها في حين أقفل محتجون فروعاً بشاحناتهم حتى استلام أموالهم، وتعرضت بنوك أخرى لرشق بالبيض، بينما أقدم مجهولون فجر أمس على إشعال النار في فرع «بنك الاعتماد اللبناني» في ذوق مصبح في منطقة كسروان وخلع الصراف الآلي من أمام الفرع، وتكسير زجاج واجهته الأمامية، وقد هرع بعض الأشخاص إلى المكان وأخمدوا الحريق، في وقت بدأ فيه موظفو المصارف يلوحون بالعودة إلى الإضراب إذا بقي الهرج والمرج على حاله. في غضون ذلك،دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي خلال قداس في بكركي، المسؤولين السياسيين الى التجرد من المصالح الخاصة واضاف«يكفيكم هدماً للدولة ومؤسساتها، وزجاً بها في المزيد من حالات الإفلاس، وإفقار للشعب، وانتهاك لكرامته».
مشاركة :