عُمان تدعو إلى تغليب لغة الحوار لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران

  • 1/6/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دعت سلطنة عمان الولايات المتحدة وإيران إلى "تغليب لغة الحوار" لتهدئة التوتر بينهما مع تصاعد نسق الأحداث مؤخرا في المنطقة ومقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في مطار بغداد. وتعد سلطنة عمان إحدى من إحدى دول الخليج التي تجمعها علاقات جيّدة مع طهران رغم التوتر الخليجي الإيراني. لكن هذه العلاقات الجيدة لا تمنع مسقط من النأي بنفسها عن سياسات إيران المهددة للأمن الإقليمي. وتحتفظ مسقط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة ، وينظر إليها دائما على أنها القناة التي تلتجئ إليها طهران في وقت تعيش فيه حالة من العزلة الواسعة بسبب مواقفها العدائية وتهديدها لأمن الملاحة، ما دفع واشنطن إلى تشديد العقوبات على السلطات الإيرانية. ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية قوله "السلطنة تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة المؤسفة لحالة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتدعو الطرفين إلى تغليب لغة الحوار والبحث عن الوسائل الدبلوماسية لحل القضايا الخلافية بشكل ينهي الصراع في المنطقة". وأضاف البيان "كما تدعو السلطنة المجتمع الدولي لاغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وتحافظ سلطنة عمان على الحياد إلى حد كبير حيث استضافت محادثات لمحاولة حل الصراع واستخدمت في السابق علاقاتها الجيدة مع الحوثيين وإيران للتوسط لدى الرياض وواشنطن. ولعبت سلطنة عمان في السابق دور الوسيط في أكثر من ملف من ضمنها ملف الأزمة اليمنية وقبله الملف النووي الإيراني الذي وقعته طهران مع القوى الست الكبرى في العام 2015. كما استضافت العديد من المحادثات السرية والعلنية. وقدَّمت سلطنة عمان السبت التعازي لإيران في مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أجرى اتصالاً بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تباحثا فيه حول التطورات الجارية بالمنطقة، مشيرة إلى أن بن علوي قدم التعازي في مقتل سليماني. ورغم ما يربط بين طهران ومسقط من علاقات متينة إلاّ أنّ سلطنة عمان لا تبدو واثقة تماما من “حليفتها” إيران، وهي دائمة البحث عن تأمين نفسها عن طريق شراكات في المجال العسكري مع قوى عالمية. وتشكّل إيران تهديدا حقيقيا لأمن الملاحة الدولية في الخليج بسبب التصرفات الاستفزازية التي تُقْدم عليها من فترة إلى أخرى، وهو ما يجعل دول الخليج تعي جيدا أن سلامة مضيق هرمز مرتبط بوقف طهران تهديداتها العلنية. وفي الماضي، أبقى قادة إيران الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية لتحقيق أهدافها، ولا سيما عندما يتعرض اقتصادها لضغوط شديدة بسبب العقوبات الأميركية الهادفة إلى إضعاف قيادتها. وقال دبلوماسي إقليمي كبير "سبق أن عملت إيران وأميركا معا في أفغانستان والعراق ومناطق أخرى. لديهما مصالح مشتركة وأعداء مشتركين. سيدفع الجانبان ثمنا باهظا في المواجهة العسكرية لكن بوسع الدبلوماسية حل الكثير من المشاكل كما أنها خيار". واستبعدت إيران إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ما لم تعد واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وترفع كل العقوبات التي عاودت فرضها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق في عام 2018. وفي مؤشر على أن الباب مفتوح للدبلوماسية، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد مقتل سليماني إن واشنطن ملتزمة بخفض التوتر في المنطقة. وقال سجادبور "في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون حربا عالمية ثالثة، فإن العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ إيران تبرز أن الشيء الأهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو بقاؤها. طهران لا تتحمل حربا شاملة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي ترزح فيه تحت وطأة عقوبات اقتصادية مرهقة واضطرابات داخلية، ولا سيما من دون سليماني".

مشاركة :