تبحث حكومة السراج تبحث عن مبررات قوية تمكنها من تنفيذ ما تصبو إليه في جعل ليبيا أرضا مفتوحة أمام غزو عسكري تركي لحماية دولتها الميليشياوية من الانهيار على وقع تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في معركة تحرير طرابلس. وقال وزير الصحة بالحكومة الليبية المتمركزة في طرابلس إن 28 شخصا على الأقل قتلوا في هجوم على أكاديمية عسكرية بالعاصمة الليبية في وقت متأخر السبت. وطالبت حكومة فائز السراج في طرابلس المجتمع الدولي بـ"تدخل فوري وعاجل لردع العدوان على العاصمة طرابلس وحماية المدنيين الأبرياء"، بحسب بيان صادر عنها. ووصفت قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني هجوم السبت على الأكاديمية بمنطقة الهضبة بأنه "قصف جوي" من قبل الجيش الوطني الليبي. ونفى متحدث باسم الجيش الوطني أي دور لقواته وقالت حكومة السراج في البيان "وزير الخارجية محمد سيالة وجه البعثة الليبية بنيويورك لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي" على خلفية ما اسماها "جرائم الحرب" واتهم الجيش الليبي بارتكابها. وزادت الضربات الجوية والقصف حول طرابلس في الأسابيع الأخيرة في ظل مخاوف من احتمال احتدام القتال بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني. ووصفت قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني هجوم السبت على الأكاديمية بمنطقة الهضبة بأنه "قصف جوي" من قبل الجيش الوطني الليبي. ونفى متحدث باسم الجيش الوطني الليبي أي دور لقواته في الهجوم على الكلية الحربية. وقال وزير الصحة بحكومة الوفاق الوطني أحميد بن عمر إن عدد القتلى والمصابين لا يزال في ازدياد. وقال المتحدث باسم خدمة الاسعاف في طرابلس أسامة علي إن خبراء الطب الشرعي لم يتمكنوا من حصر عدد بعض الأشلاء البشرية حتى الآن. يأتي هذا بعد إعلان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، أنّ الجيش والشعب على أتم استعداد لمواجهة الغزو التركي، مشيرا إلى أن المعركة في ليبيا لم تعد معركة تقليدية بعدما أصبحت ضد دول داعمة للميليشيات، وفي مقدمتها تركيا. واعتبر المسماري في مؤتمر صحافي مساء السبت، أن الشعب الليبي بعث رسائل عديدة تؤكد أنه خلف جيشه وسيدعم كل الجبهات، مضيفا أن الليبيين مستعدين اليوم لصد الغزو التركي ، ولافتا إلى أن كل المناطق العسكرية عملت في إطار إعادة بناء القوات المسلحة الليبية ودعمها. كما قال "قواتنا البحرية جاهزة وتفرض سيطرتها على سواحل البلاد." وأكد أن القوات المسلحة جاهزة لتنفيذ مهامها والأمور تسير نحو الحسم الكامل والشامل لطرابلس لتحريرها من سطوة المليشيات الإرهابية. وصوّت البرلمان الليبي في جلسة طارئة عقدها في شرق البلاد السبت، لقطع العلاقات مع تركيا، في ضوء عزمها على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق. وقال عبدالله بليحق المتحدث باسم البرلمان الليبي في بيان نشر على الموقع الرسمي للبرلمان إن “مجلس النواب (البرلمان) صوّت بالإجماع على قطع العلاقات مع تركيا”، وكذلك على “إلغاء مذكرتي التعاون الأمني والعسكري وترسيم الحدود البحرية الموقعة بين حكومة الوفاق غير الشرعية والنظام التركي واعتبارها كأن لم تكن”. كما صوّت على “إحالة رئيس حكومة الوفاق ووزيري خارجيته وداخليته وكل من ساهم في جلب الاستعمار إلى بلادنا للقضاء بتهمة الخيانة العظمى”. كما أشار إلى التصويت على مطالبة المجتمع الدولي بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق في طرابلس. وكان المشير خليفة حفتر، أعلن في كلمة متلفزة الجمعة “النفير” و”الجهاد” لصدّ أيّ تدخّل عسكري تركي في بلاده.
مشاركة :