ابتزاز أردوغان لأوروبا باللاجئين يصدع علاقاته بالنمسا

  • 1/6/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن تركيا بدأت تجني ثمار وعيدها للأوروبيين ومحاولات ابتزازهم بورقة اللاجئين بعد أن شن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز هجوما على الرئيس رجب طيب أردوغان. ودعا كورتز في حوار له مع صحيفة ’’بيلد’’ الألمانية إلى اتباع نهج أكثر صرامة في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ما يتعلق بسياسة اللجوء. وقال كورتز “صفقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي لا تعمل بما يكفي، واليونان تستحق دعمنا الكامل”. ولم يكتف كورتز بمهاجمة محاولات أنقرة استخدام ورقة اللاجئين لتحصيل مكاسب سياسية تؤيد نزعتها التوسعية خلال السنوات الأخيرة فحسب، بل توجه بانتقادات لاذعة للواقع الحقوقي في تركيا. وأكد المستشار النمساوي أنه يجب ألّا تسمح أوروبا لأردوغان بابتزازها، قائلا “في تركيا يتم اضطهاد أي مختلفين في الرأي على المستوى السياسي، ويتم حبس صحافيين بصورة متكررة، وأنقرة تحاول استخدام اللاجئين والمهاجرين كسلاح”. وردّا على سؤال عمّا إذا كانت هناك حاجة لفرض عقوبات على تركيا، أجاب كورتز “هناك دائما الكثير من السبل، واحد منها أن نعمل من خلال التعاون، والآخر من خلال الضغط. الاتحاد الأوروبي لديه الكثير من الإمكانات للضغط على أردوغان. ويتعيّن علينا التفكير فيها أيضا”. وكان أردوغان قد حذّر مؤخرا من احتمال زيادة عدد اللاجئين الذين يتوجهون إلى أوروبا على نحو يضاهي ما كان عليه الحال في عام 2015 بسبب تجدد المعارك في سوريا، لافتا إلى أن اليونان ستتأثر بشدة جراء ذلك. وهدد أردوغان بشكل متكرر بفتح الطريق إلى أوروبا للاجئين الموجودين في بلده. وبذلك يُقوِّض الرئيس التركي اتفاقية اللاجئين بين بروكسل وأنقرة التي تم إبرامها في 2016، والتي تنص على السماح بإعادة كل مهاجر وصل إلى الجزر اليونانية بشكل غير مشروع إلى تركيا مجددا، كما أنه من شأن السلطات التركية منع المهاجرين من العبور إلى اليونان بالقوارب. وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عبر العام الماضي أكثر من 73 ألف مهاجر من تركيا إلى اليونان بشكل غير شرعي، ويزيد هذا العدد مقارنة بعام 2018، بإجمالي حوالي 23 ألف شخص. وبينما زادت تركيا من تهديداتها وابتزازها مؤخرا للاتحاد الأوروبي “بفتح جميع الأبواب” للسماح للاجئين بالوصول إلى أوروبا ما لم يؤيد الأوروبيون خطتها لإعادة توطينهم في شمال شرق سوريا، قال المسؤول المعني بشؤون الاتحاد الأوروبي في وزارة الخارجية التركية في ديسمبر الماضي، إن الاتحاد يجب أن ينفق أكثر من ستة مليارات يورو أي ما يعادل 6.6 مليار دولار مخصصة بالفعل للإنفاق على المهاجرين السوريين في تركيا وأن يسرع بتدفق تلك الأموال. ويقول الاتحاد الأوروبي الذي خصص التمويل في عام 2015، إنه تمّ من قبل تخصيص أكثر من 5.6 مليار يورو وتم تسليم 3.5 مليار منها وتم صرف أكثر من 2.4 مليار. وتشهد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توترا متصاعدا بسبب عدد من القضايا من بينها الخلاف حول هجوم الجيش التركي في شمال شرق سوريا في أكتوبر الماضي ضد وحدات حماية الشعب الكردية، فضلا عن حقوق التنقيب عن النفط والغاز في المتوسط، والبدء بإرسال الدواعش للدول التي جاؤوا منها بالأساس، إضافة لسعي أردوغان إلى إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا. وفيما تحاول تركيا توظيف شعارات الإسلاموفوبيا والكراهية في عدد من الدول الأوروبية لخدمة مصالحها، فقد أدرجت النمسا شعارين تستعملهما جماعات في تركيا في قانون الحرب على الإرهاب، وهذان الشعاران هما “الذئب الرمادي” الذي يتّخذه حزب الحركة القومية المتشدّد شعاراً له، و”شعار رابعة” الذي غالباً ما يشير به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء ظهوره الجماهيري، ويرمز من خلاله إلى تضامنه مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

مشاركة :