زين ربيع شحاتة يكتب: الإخوان طابور العثمانى الخامس

  • 1/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحروب مكاسبها محتملة وخسائرها مؤكدة وتستخدم لفرض التصور الذى لم يستطيع طرفيها فرضه بالسياسة ، فالحرب هى نهاية الكلام ولم يسجل التاريخ الأنسانى المليئ بالحروب أن هناك حرب دقت طبولها قبل أن يسبقها حوار ، فنهاية الحوار دائمًا و أبداُ كارثية ، لذلك فالحرب هى تبادل للعنف بديل الحوا الذى يتم فيه تبادل للأفكار ، وما تشهده الساحة السياسية اليوم بمنطقة الشرق الأوسط تؤكد بما لا يدع أى مجال للشك أن هناك مؤامرة تستهدف الدولة المصرية بداية من أحداث يناير 2011م التى تصدر مشهدها الأسلام السياسي ولازالت هذه الحرب دائرة ولكن بوجوه أكثر وضوحًا بعد سقوط العديد من الأقنعة ، ومن يدعى أن ما يدور فى طرابلس بعيد عن مصر و أنها حرب أقتصادية حول حقول غاز المتوسط فهو واهم وجانبه الصواب ، ولتأكيد ذلك لا أحتاج إلى الغوص فى تاريخ الأتراك الإستعمارى الذى بدأ يتكشف يومًا بعد يوم أو تاريخهم الأسود فى مصر وإستخدام العثمانى للدين كى يحظى بتأييد الشعب المصرى الذى قال عنه الزعيم سعد زغلول أن المصرى يحركه الدين أكثر من مصالحه الشخصية ، ولا أحتاج إلى التعمق فى أراضى مصر وثرواتها التى أرسل السلطان سليمان القانونى المساحين لحصرها و تمليكها له شخصيًا ووزير الخزانة الذى لا عمل له غير نقل ثروات مصر كل عام إلى الأستانة ، ولا أحتاج إلى الحديث عن مذابح المستعمر العثمانى فى أوربا و عواصمها التى أسأت للأسلام الذى أدعى أنه يحارب لأجله فالأسلام دين سلام ومحبة ، ولكننى فقط سأعود بالذاكرة إلى عدة أشهر قبل سقوط الرئيس البشير عندما عقد العثمانى إتفاق معه لإحتلال جزيرة سواكن السودانية و أقامة قاعدة عسكرية جنوب مصر ، واليوم يعقد أتفاق مع مليشيات الأخوان فى ليبيا لإحتلال طرابلس عمق مصر الأستراتيجى و الأمتداد الجغرافى و الثقافى و العربى لأمنها القومى ، فنقول قولًا واحدًا أن مصر هى المستهدفة وأن أركان و ملامح المؤامرة التى شكك الكثير فيها تكشفت و أصبحت حقيقة لا ريب فيها ولا لبس .وسأتوقف كذلك عند القواعد الإعلامية التى تقصف عقول الشعب المصرى منذ سنوات أناء الليل و أطراف النهار بشتى الأكاذيب و الأشاعات التى تهدف إلى زعزعة ثقة المواطن فى ذاته وفى مؤسساته و فى مقدمتها المؤسسة العسكرية درع الوطن وسيفه بالنظر إلى الراجمات الإعلامية الأخوانية فى أسطنبول و الدوحة نجد أن فى ظاهرها دعم تيار سياسي يحاول إعتلاء السلطة عن طريق تشوية السلطة الحاكمة التى أرتضاها الشعب و رأى أنها المناسبة لظروفه الداخلية و الخارجية وخضع راضيًا تحت سقف هيبتها ، ويظن أنه عن طريق نشر اليأس و نبؤة سوداء للمستقبل وتصوير النظام بالغير قادر على تلبية متطلبات الشعب و العاجز عن أداء مهامه السلطوية سيخلق ثغرة بين الشعب و النظام يمكنه العبور منها لتحقيق هدفه بالوصول إلى السلطة ، نجد فى باطنها الطابور الخامس الذى يسبق المستعمر ، الطابورالذى وصفه رئيس الوزراء البريطانى "تشرشل " بالورم الخبيث الذى كان سببًا فى سقوط فرنسا عام 1940م ، والذى يسبق المستعمر لتهميد العقل و النيل من روح الشعوب المعنوية الرصيد الحربى الذى يحتاجه الجنود فى المعركة ، ويظن هؤلاء أن إحتلال العثمانى ليبيا سيدعم حكمهم لمصر كما كان يدعم من الخارج حكام مصر فى الماضى من المماليك وغيرهم من أجناس الأرض ، فاليوم وغدًا و أبدًا لن يحكم مصر غيرالشعب .

مشاركة :