كانت ولا تزال منطقة الخليج العربي ساحة للصراعات والحروب المحلية والعالمية خصوصاً في العقود الأخيرة، وهي فرصة وهدف دائم للنزاعات والمخططات العالمية وفي مختلف النواحي، خصوصاً من الناحية الاقتصادية، ودول مجلس التعاون لديها من الثقل الاقتصادي الكبير والموقع الجغرافي المهم، وأيضاً سوق استهلاكي مهم ومستورد كبير للطائرات والاسلحة وغيرها من مختلف البضائع، وكذلك امتلاكها لاحتياطيات النفط الأهم في العالم، وهو المصدر الرئيسي للطاقة العالمية، وذلك رغم تنامي الاستفادة الدولية من مصادر الطاقة المتجددة وهي بالطبع وبالتأكيد مطلوبة اقتصادياً وبيئياً، وهي بلا شك ستتأثر إذا زاد التوسع في تلك المصادر البديلة على تلك السلعة الناضبة وهي النفط أو الذهب الأسود كما يقال. وهنا في بلدنا كنا وما زلنا نستمع إلى (الإسطوانة) المتكررة عبر الأجيال، وهي تنويع مصادر الدخل، وما زلنا نعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل، صحيح أن الدول الكبرى مرتبطة بمصالحها مع الشريان الرئيسي للطاقة العالمية في منطقة الخليج العربي، ولكن علينا أن نعمل كل الحسابات ونتعامل مع كل المتغيرات والظروف السياسية، إذا ما تراجع الاهتمام العالمي بنفط الخليج العربي، فلا يخفى علينا في الفترة الحالية التوتر والصراع الإيراني الأميركي وتداعياته على أمن دول الخليج العربي، ونحن في الكويت الأقرب إلى ساحة الصراع، لذا علينا أن نتلافى الضجيج في الخليج! بمعنى أن نزيد ارتباطنا بالدول الكبرى بشكل أكبر يفوق بيع النفط فقط، وأن نسعى ونكافح لتحويل التنظير الاقتصادي الإعلامي والخطط والمناطق الاقتصادية الافتراضية - إن جاز التعبير - إلى واقع ملموس بحيث ندمج مصالحنا ومصالح الدول الكبرى، وبشكل أسرع لأهمية الموضوع من الناحية الاستراتيجية والأمنية، وتطبيق مفهوم بسيط وهو (الجيوسياسية)، ومعناه باختصار، وكما ذكرت موسوعة ويكيبديا: (مصطلح تقليدي ينطبق في المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، فهو علم دراسة تأثير الأرض - برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها- على السياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي). لذا - ومن وجهة نظري - يجب الاستغلال الأمثل لأراضينا واقتصادنا، بحيث يكونان عنصرين لحماية البلد في ظل النزاعات العالمية، والتي لا تهدأ، لذا علينا وبشكل دائم الحرص على التحالفات الاستراتيجية الاقتصادية، خصوصاً مع الدول الكبرى ذات النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي، وأتمنى أن يشمل التكامل في هذا الملف مع دول الخليج العربي، بحيث يكون التأثير الإستراتيجي أهم وأكبر لحفظ أمن الخليج العربي، ولمزيد من الاستقرار لهذه المنطقة المتوترة!، والله عز وجل المعين في كل الأحوال. ahmed_alsadhan@hotmail.comTwitter @Alsadhankw
مشاركة :