هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات مشددة على بغداد رداً على تصويت البرلمان العراقي لإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، داعياً بغداد لدفع تكاليف بناء القاعدة الجوية الأميركية في العراق قبل أي انسحاب. فيما بدأ الجيش العراقي في وضع آلية خروج القوات الأجنبية من البلاد، وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إن المجلس سيصوّت على قانون للحدّ من تحركات الرئيس دونالد ترامب العسكرية تجاه إيران، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، إن الحكومة أصدرت الأوامر بحصر السلاح بيد الدولة، مشيراً إلى أن الجيش لا يمكن أن يكون أداة للقمع أو يتدخل بالشؤون السياسية. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على العراق رداً على تصويت البرلمان العراقي بالأغلبية لصالح قرار نيابي بإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، وذلك بعد مقتل قائد ميليشيات «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية قرب مطار بغداد. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقله من ولاية فلوريدا الأميركية إلى العاصمة واشنطن: «إذا طلبوا منا المغادرة وإذا لم نفعل ذلك بطريقة ودية للغاية فسوف نفرض عليهم عقوبات لم يسبق لهم أن رأوا مثيلاً لها». وأضاف أن «العقوبات التي قد تفرضها بلاده على العراق ستبدو العقوبات على إيران شيئاً صغيراً بالمقارنة معها». وقال ترامب: «إذا كان هناك عمل عدائي وقاموا بأي شيء نعتقد أنه غير ملائم سنقوم بفرض عقوبات على العراق» لافتاً إلى أنها «عقوبات كبيرة للغاية». وطالب ترامب الحكومة العراقية بدفع تكاليف بناء قاعدة جوية أمريكية في العراق إذا أرادت القوات الأميركية أن تغادر. وأوضح: «لدينا قاعدة جوية باهظة الثمن للغاية موجودة هناك كلف بناؤها مليارات الدولارات»، مؤكداً «لن نغادر ما لم يدفعوا لنا مقابل ذلك». وأصدر البرلمان العراقي خلال جلسة استثنائية أمس الأول، قراراً نيابياً بإنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد رداً على مقتل قاسم سليماني. بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أمس، إن المجلس سيصوّت على قانون للحدّ من تحركات ترامب العسكرية تجاه إيران. وأوضحت بيلوسي في بيان، أن القرار يشبه القرار الذي قدمه السيناتور تيم كين في مجلس الشيوخ، مضيفة «سيعيد القرار التأكيد على مسؤوليات الكونجرس الإشرافية الراسخة منذ فترة طويلة». وكانت بيلوسي قد اعتبرت أن قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية، يهدد بإحداث تصعيد خطير للعنف. وأضافت المسؤولة الأميركية في بيان: «أميركا والعالم لا يمكنهما تحمل تصعيد في التوتر يصل إلى درجة اللاعودة». وأعلن مشرعان ديمقراطيان أمس الأول، أنهما سيقدمان مشروع قرار لمجلس النواب قالا إنه سيتيح تجنب إقدام ترامب على قيادة الولايات المتحدة بشكل أحادي إلى حرب ضد إيران. وقال أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس، إن زعماء الحزب ولا سيما رئيسة مجلس النواب، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، لم يبلغا مسبقاً بالضربة التي أودت بحياة سليماني. وفي حديث لشبكة «أي بي سي»، قال شومر: «لا أعتقد أن الرئيس لديه السلطة لإعلان الحرب دون موافقة الكونجرس». وبدوره أفاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن أي عمل عسكري أميركي مقبل ضد إيران، سيكون ضمن إطار القانون الدولي. وأشار بومبيو إلى أن الإدارة بدأت إطلاع قادة الكونجرس على مبررات الضربة الأميركية ووعدت بإبقائهم مطلعين بشكل كامل. من جانبه، ردّ ترامب على الانتقادات التي وجهتها بيلوسي إليه عبر «تويتر»، وسيلته المفضلة للتواصل، قائلاً إن تغريداته هي بمثابة إخطار رسمي للكونجرس في حال قرر ضرب إيران. جاءت هذه التطورات فيما أعلن الناطق باسم قائد القوات العراقية أمس، أنهم بدؤوا في وضع آلية خروج القوات الأجنبية من البلاد. وأوضح أن القرار الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي أمس الأول، والآلية التي أعدتها الحكومة، تنص على خروج القوات القتالية من الأراضي العراقية، كما تتطرق إلى قضايا الدعم الجوي. وأضاف بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية فإن «قضايا التجهيز والتسليح والدعم اللوجستي تبقى قائمة»، مشيراً إلى أن التفاهمات جارية مع قوات التحالف الدولي المتمثلة بـ«الناتو» والولايات المتحدة الأميركية. وتابع أن «المذكرتين اللتين تم رفعهما سابقاً من وزارة الخارجية عام 2014 كانتا تشملان مساعدة القوات العراقية في قتال عصابات داعش الإرهابية». وأوضح الناطق باسم قائد القوات العراقية أنه «بعد الانحراف الذي حصل في الآونة الأخيرة، والقرارات الفردية التي اتخذها التحالف الدولي، رأى العراق أن هذه الصراعات قد تجعله ساحة حرب»، مبيناً أنه بناء على ذلك يجب الاعتماد على القوات العراقية في مقاتلة «داعش». وأشار إلى أن الحكومة ترغب في استمرار الدعم في قضايا التدريب والتسليح، مؤكداً أنه ليست هناك مذكرة بل آلية يتم إعدادها لغرض التفاهم مع القوات القتالية للخروج من الأراضي العراقية. وفي السياق، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، للسفير الأميركي لدى بغداد ماثيو تولر، ضرورة العمل المشترك لتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية. وذكر بيان لمكتب عبدالمهدي أن «رئيس مجلس الوزراء استقبل السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر، وجرى استعراض تطورات الأحداث وموقف الحكومة العراقية». وأكد رئيس مجلس الوزراء بحسب البيان «ضرورة العمل المشترك لتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية حسب قرار مجلس النواب العراقي، ووضع العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس صحيحة». وشدد عبدالمهدي على خطورة الأوضاع الحالية وتداعياتها المحتملة، وأن العراق يبذل كل ما يستطيع من جهود لمنع الانزلاق لحرب مفتوحة. وفي سياق آخر، شيع ألاف الإيرانيين أمس، قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيات «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس في طهران.
مشاركة :