السلطات الماليزية تكتشف على أراضيها مائة وتسعة وثلاثين قبرا جماعيا وثمانية وعشرين مخيَّما أقرب إلى المعتقل تستخدمها شبكات تهريب البشر في منطقة جنوب شرق آسيا. القبور الجماعية يتسع بعضها لمئات الجثث يُفترَض أن تكون جُثث اللاجئين أو الراغبين في الهجرة السرية القادمين في غالبيتهم من مْيانْمار، وهم من أقلية الروهينغيا المسلمة، بالإضافة إلى القادمين من بنغلاديش بحثا عن لقمة العيش، والذين توقفتْ مغامرتهم وأحلامهم في هذه الحُفر. هذا الاكتشاف سبقه العثور على مقابر جماعية مماثلة في تايلاندا في بداية شهر مايو الجاري، مما أدى إلى رد فعل قوي ضد المُهرِّبين الذين اضطروا خلال محاولتهم النجاة بأنفسهم إلى ترك آلاف المهاجرين سريا هائمين في البحار دون أدنى حد من مقومات الحياة والذين تحاول دول المنطقة إنقاذَهم واستقبالهم قدر الإمكان. من بين هؤلاء الطفل الروهينغي المسلم حسين أحمد الذي يبدو على عتبة سن المراهقة، والذي يقول: لقد وُلدتُ في مْيانْمار، لكنهم لا يريدون بقائي هناك. حاولتُ الذهاب إلى تايلاندة أو ماليزيا، لكنني غير قادر على الذهاب إلى أيِّ مكان، لأن لا أحد يرغب في هجرتي إليه. مأساة الهجرة على متن قوارب الموت تتواصل في جنوب شرق آسيا، وغالبية ضحاياها أقلية الروهينغيا المسلمة المضطهدة في بلادها في ميانمار. ثلاثة آلاف وسبعمائة لاجئ من هذه الأقلية ومن البنغاليين أرسوا في أندونيسيا وأربع دول أخرى جنوب شرق آسيا، من بينهم مائة وسبعون طفلا قاموا بهذه المغامرة عالية الخطورة بمفردهم دون أولياء ولا أقرباء.
مشاركة :