هل كان سليماني يسعى فعلا للتوصل لـ "اتفاق" مع السعوديين لخفض التوتر في المنطقة؟ وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ينفي ذلك بشدة ويقول إن الجنرال الإيراني لم يكن في مهمة سلام بل كان "يخطط لهجمات تستهدف الأمريكيين" في العراق. ينفي وزير الخارجية الأمريكية ما تردد حول قيام قاسم سليماني بمهمة للتقريب بين السعودية وإيران. دافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء (السابع من كانون ثاني/يناير 2020) عن شرعية الضربة الأميركية التي أدت إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأي عمل عسكري أميركي محتمل مستقبلا ضد إيران. وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن "كان الرئيس دونالد ترامب بحاجة إلى قواعد قانونية مناسبة" لإصدار أمر بقتل أكبر مسؤول في الحرس الثوري. لكنه لم يعط أي تفصيل عن الهجمات "الوشيكة" التي كان يخطط لها الجنرال سليماني بحسب إدارة ترامب، ضد المصالح الأميركية. كما قلل من شأن الخطر الوشيك الذي أصر عليه الرئيس الأميركي. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا تم استشارة قانونيين قبل الضربة الجوية الجمعة التي قتلت الجنرال الإيراني في بغداد، أوضح انه عاجز عن الإجابة بدقة. وقال "غالبا ما يدرس قانونيون مسبقا كافة الخيارات التي تعرض على الرئيس الأميركي ليتم المصادقة على كل خيار قانونا". وتابع "أنني واثق بأن الأمور جرت على هذا النحو". وأضاف "لم أر أبدا هذه الإدارة تتخذ قرارات من هذا القبيل بدون درس معمق واستنادا الى القواعد القانونية". وقال "كان سليماني يواصل حملة الإرهاب في المنطقة. نعلم ما حدث... في ديسمبر وهو ما أدى في النهاية إلى مقتل أمريكي. بالتالي فإذا كنتم تهتمون بما هو وشيك، فعليكم أن تقصروا النظر على الأيام التي سبقت الضربة التي استهدفت سليماني". وأضاف بومبيو مخاطبا الصحفيين "ولديكم، بالإضافة إلى ذلك، ما رأينا بوضوح أنها جهود مستمرة، نيابة عن هذا الإرهابي، لبناء شبكة من الأنشطة ضمن حملة كانت ستؤدي إلى مقتل المزيد من الأمريكيين". كما اتهم أيضا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالكذب بشأن سبب زيارة قاسم سليماني للعراق. وأعلن "قال إن سليماني كان يزور بغداد في مهمة دبلوماسية. من يصدق ذلك؟" ساخرا من "هذا الشخص النبيل، هذا الدبلوماسي الرفيع". وتابع "نعلم بأن هذا ليس صحيحا. سبق أن سمعنا مثل هذه الأكاذيب وهذا خاطئ تماما". ونفى بومبيو سعي الجنرال الإيراني للتوصل إلى "اتفاق" مع السعوديين "لخفض المخاطر" في الشرق الأوسط. وردا على سؤال حول تهديدات الرئيس دونالد ترامب بضرب مواقع ثقافية إيرانية في حال ردت طهران عسكريا على مقتل سليماني، أكد بومبيو كما فعل مرارا الأحد أن واشنطن ستتحرك طبقا للقانون الدولي. وصرح "كل الأهداف التي سيتم اختيارها وكل عمل ينفذ سيكون في إطار القانون الدولي للحرب". وأضاف "هذا يتماشى تماما مع ما قاله الرئيس" في حين يرى خبراء ونواب في المعارضة الأميركية أن مهاجمة مواقع ثقافية يرقى إلى "جريمة حرب". وإذ أكد أن الولايات المتحدة "تكن أكبر احترام للتاريخ الفارسي"، اتهم بومبيو "نظام الملالي" في الجمهورية الإسلامية بـ"الإساءة إلى الثقافة الفارسية عبر وضع حد للتسامح الديني". ح.ع.ح/أ.ح(أ.ف.ب/رويترز)
مشاركة :