بغداد / محمد وليد ـ إبراهيم صالح / الأناضول انتقدت قوى سياسية عراقية سنية وكردية، الثلاثاء، قرار الحكومة والبرلمان إخراج القوات الأجنبية من البلاد، على خلفية مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد. والإثنين، صوت البرلمان على قرار يدعو الحكومة إلى إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في البلاد، خلال جلسة شابتها عواطف غاضبة من الولايات المتحدة، حيث ردد النواب هتافات تمجد سليماني، وتنادي بـ "الموت لأمريكا". وعقدت الجلسة وسط مقاطعة النواب السنة والأكراد، وهما الطرفان اللذان يتخوفان من أن تتحول البلاد إلى ساحة مفتوحة أمام إيران، في حال انسحاب القوات الأمريكية. وقال رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "أي استئثار بقرار سيادي يؤثر على الجميع من طرف واحد (في إشارة إلى الشيعة) وبأسلوب فرض الأمر الواقع، هو ضرب للوحدة الوطنية". وأضاف النجيفي، وهو زعيم تحالف "القرار" (11 من أصل 329 مقعدا) "لا يمكن لمجموعة تدعي تمثيل مكون واحد، أن ترسم سياسة البلاد وحدها وتدعي شرعية قرارها"، واصفا ما يجري حاليا بأنه "دكتاتورية الأغلبية ونقض لشراكة الوطن والمصير". وشدد بالقول، "إننا نسجل رفضنا لهذه القرارات ولسياسة الإملاء، فلسنا تبعا لأحد، بل أسياد وطننا، ولا نقبل بغير مصلحة العراق وشعبه الكريم". أما رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، فقال إن إخراج القوات الأجنبية هو المخرج الوحيد لمنع وقوع "تصادم" في العراق، داعيا السنة والأكراد وبقية المكونات إلى دعم الحكومة في قرارها. وتعمل الحكومة على إعداد الخطوات الإجرائية والقانونية لإخراج القوات الأجنبية، وفق ما أعلنه عبد المهدي سابقا. وجاءت هذه القرارات في أعقاب مقتل سليماني والمهندس، الذي شكل تصعيدا كبيرا بين الولايات المتحدة وإيران، حليفتي بغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلاد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران. لكن ما يثير المخاوف أكثر أن يدخل العراق حربا بالوكالة عن جارته الشرقية إيران، التي تملك نفوذا كبيرا على القوى الشيعية الحاكمة في بغداد، وتتحكم بفصائل مسلحة. من جهته، قال رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، في بيان، إن "تحديد مستقبل القوات الأجنبية ينبغي أن يُترك لبرلمان يمثل الإرادة الشعبية الحقيقية، وحكومة قوية تضع سلامة ومصلحة العراق وشعبه فوق كل اعتبار". وأضاف علاوي، وهو شيعي علماني يقود ائتلاف "الوطنية" (21 نائبا)، معظمهم من السنة، أن ذلك يتم "عبر برنامج إصلاح حقيقي يُبعده عن صراع النفوذ وحروب الوكالة، ويهيئ فرص السلام والاستقرار في إقليم أنهكته ودمرت بنيته الحروب المستمرة". بدوره، دعا الرئيس السابق لإقليم كردستان في شمالي العراق مسعود بارزاني، إلى "الإنصات لصوت العقل والمنطق من أجل إيجاد الحلول، وعدم الانجرار وراء العاطفة والمزايدات غير المجدية". وأضاف بارزاني، وهو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، في بيان اطلعت عليه الأناضول، "لن نكون مع تعريض البلاد لحرب بالوكالة ومصير مجهول". والإثنين، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات على العراق إذا طالب برحيل قوات بلاده بطريقة غير ودية. وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :