العقل لا يعمل مثل القلب

  • 1/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقي عندما يقول أحدهم بأن التفكير عملية شاقة ولسنا جميعاً نجيد القيام به، قد تصاب بالدهشة والاستغراب، خاصة عندما تعلم بأن هناك فئات لا تفكر.ومثار الاستغراب أن التفكير عملية آلية وتتم دون توجيه، حيث يقوم العقل بعملية التفكير بروتين وتكرار واستمرار، ولا يحتاج إلى تحفيز أو تشغيل أو توقيف. تماماً مثل القلب إن توقف عن النبض توقفت الحياة، والعقل إن توقف عن التفكير توقف تفرد وتميز وتفوق الإنسان.بالرغم من هذه الحقيقة نجد عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين يقول: «التفكير عملية شاقة، لهذا لا يمارسه سوى القليل». وكما هو معروف فإن هذا العالم الحاصل على جائزة نوبل العالمية يعد واحداً من أعظم العلماء واشتهر بأنه مفكر من الطراز الأول، كلماته توضح عمق التفكير ووظيفته المختلفة عن القلب وطريقة عمله لكنها لا تنفي أن كل إنسان يفكر. من هذه الكلمات نستنتج مساراً واضحاً يتعلق بآلية التفكير الذي نقوم به، التفكير متعب ونجد فيه مشقة، ودون شك في أننا نعوض العمق الذي يحتاج إليه بجوانب سطحية، وما يحتاج إليه في مواضيع تحتاج للدراسة والفهم والتعلم بجوانب عامة مكررة، هنا يكون التفكير دون فائدة ولم يقدم جديداً.ورغم أن مثل هذه الآلية تعد تفكيراً لكنها غير مبدعة وغير منتجة ولم تحمل أي جديد. هنا قد يتضح لنا الفرق الجوهري بين طبيعة عمل القلب وطريقة عمل العقل، فالأول يعمل أربعاً وعشرين ساعة في وظيفة آلية معروفة ومكررة، ورغم أن العقل يستمر في التفكير، إلا أن مخرجات هذا التفكير تختلف درجتها وقوتها وفائدتها وعمقها وأثرها.عملية التفكير الناجحة والتي يجب التدرب عليها والتعود عليها تتطلب جملة من الجوانب الحياتية الحيوية، منها التفاعل والإنتاجية واختيار المعلومات المناسبة من الكم الهائل من سيل المعلومات التي تصلنا بشكل مستمر وفي كل لحظة من اليوم، فمن الأهمية معرفة المفيد منها والتخلص من تلك التي لا تحمل أي قيمة تساعد العقل على القيام بعملية تفكير منتجة ومثمرة.إن كان القلب قدره العمل المستمر، ومن خلال هذه الوظيفة تدوم حياتنا، فإن للعقل أيضاً قدرة على التفكير المستمر، لكن نتائج هذا العمل تختلف من شخص لآخر، وبمقدور كل واحد منا أن يحدد درجة مخرجات عقله من حيث الجودة والإبداع والتميز. لكن القلب إن زادت ضرباته مشكلة وإن نقصت مشكلة، فهو في آلية عمل واحدة ووظيفة واحدة، ولا تتطلب تدخلاً منك. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :