قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة مفاجئة إلى دمشق، أمس، والتقى الرئيس بشار الأسد في غرفة العمليات العسكرية في السفارة الروسية، وذلك قبل انتقاله مساء إلى إسطنبول للقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم. وجال بوتين في أحياء العاصمة السورية وتفقد بعض معالمها الدينية، لكنه لم يزر القصر الرئاسي أو مقرات حكومية سورية. وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه «خلال محادثاته مع الأسد، لفت بوتين إلى أنه يمكن القول بيقين إنه تم اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها». وهذه الزيارة الأولى للرئيس الروسي إلى دمشق منذ 2011. ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صورة للأسد وهو يصافح بوتين وجلس قربهما ضباط روس. وأوردت أن الرئيسين «استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا». وسبق لبوتين أن زار سوريا في ديسمبر (كانون الأول) 2017، لكن زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم في اللاذقية. وتعد موسكو أحد أبرز حلفاء دمشق، وقدمت لها منذ بداية النزاع في عام 2011 دعماً عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً. واستخدمت روسيا حق النقض (فيتو) 14 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا في مجلس الأمن، وكان آخرها الشهر الماضي ضد مشروع قرار لتمديد المساعدة الإنسانية عبر الحدود لأربعة ملايين سوري لمدة عام. وطالبت الأمم المتحدة أمس بتجديد التفويض، معتبرة أنه «الوسيلة الوحيدة الممكنة (...) للوصول إلى الأشخاص المحتاجين» خصوصاً في إدلب. وسيكون ملف إدلب أساسياً في المحادثات بين بوتين وإردوغان في إسطنبول اليوم، وسط أنباء عن حشد النظام قواته غرب حلب، استعداداً لشن هجوم على معقل المعارضة في شمال غربي البلاد.
مشاركة :