أكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حرصها على تعزيز فعالية نظام الأمن الحيوي للوقاية من الأمراض والآفات، من خلال أنشطتها المتنوعة والهادفة لتوفير أقصى معايير الأمن الحيوي، كما أكدت على أهمية توعية المجتمع بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وطرق انتقالها والوقاية منها، ونشر الوعي بين المزارعين ومربي الثروة الحيوانية بمخاطر الأمراض الوبائية والآفات، كما تعكف على تشخيص ومكافحة الأمراض الفيروسية والبكتيرية وأمراض الطفيليات الداخلية والخارجية، وتحصين الحيوانات ضد الأمراض المختلفة، وإجراء العمليات الجراحية المتنوعة للثروة الحيوانية، بهدف السيطرة على الأمراض الحيوانية المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي يمكن أن تمثل تهديداً لصحة الإنسان. وتجري الهيئة، بشكل سنوي، دراسات تقصٍّ لمراقبة الأمراض السارية وتقييم الوضع الوبائي للأمراض المتوطنة والوافدة، وتحديد أسباب نفوق الحيوانات، وإصدار الشهادات البيطرية المصاحبة للحيوانات المصدرة للخارج والتي تفيد خلو هذه الحيوانات من الأمراض، لضمان السيطرة على الأوبئة ومنع انتشارها والقضاء عليها. وأفاد الدكتور محمد سلمان الحمادي، مدير الاتصال وخدمة المجتمع بالإنابة في الهيئة، بأن التوعية المجتمعية بمجالات عمل الهيئة، تمثل أحد أبرز مستهدفات خططها وبرامجها المتنوعة، لاسيما وتوعية المجتمع بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وطرق الوقاية منها، نظراً لارتباطها المباشر بالصحة العامة والسلامة الغذائية، موضحاً بأن الأمراض المشتركة يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان مباشرة، عند احتكاك الإنسان بسوائل وإفرازات الحيوانات المريضة أو تناول منتجاتها، أو بطرق غير مباشرة من البيئة المحيطة، عبر العوامل الناقلة الحية، كالبعوض والقمل والقوارض. وبين أن الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة للاحتكاك المباشر بالحيوانات المصابة أو العوامل الناقلة، كمربي الثروة الحيوانية والعمال، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، لافتاً إلى أن هناك فئات محددة يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الأمراض، بسبب طبيعة عملهم، أو حالتهم الصحية، كالأطباء البيطريين وعمال المسالخ والرعاية وأي متعامل مباشر مع الحيوانات من النساء الحوامل والرضع والأطفال، وكبار السن والعجزة، والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، كمرضى السكري ونقص المناعة، والذين يتلقون علاجاً كيميائياً للسرطانات. وحول مسببات الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، أفاد الحمادي بأنه يمكن تقسيم الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنســان بناء على المسبب، ومنها أمراض بكتيرية مثل البروسيــــلا «الحمى المالطية أو الحمى المتموجة»، الجمرة الخبيثة، السل، الطاعون، والأمراض الفيروسية مثل داء الكلب، وإنفلونزا الطيور وحمى الوادي المتصدع وحمى القرم الكنغو النزفية، وأمراض طفيلية؛ كالديدان الشريطية والديدان المفلطحــة والليشمينيا. وأوضح الحمادي أن القراد كناقل بيولوجي، يعد ناقلاً خطراً لبعض الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان مثل حمى القرم الكنغو النزفية ومرض نيروبي في الضأن، وفي الحيوانات ينقل بعض أنواع طفيليات الدم مثل البابيزيا والثيليريا، حيث يعمل على نقل الأمراض من خلال لدغ الحيوان أو الإنسان، مبيناً أنه يتم التعرف على القراد عبر الوصف الظاهري للجسم والذي يشمل عدد الأرجل والحجم، كما يمكن التعرف على القراد في المختبرات جزيئياً، عبر فحص البلمرة المتسلسل وفك الشفرة الوراثية، وتتم محاربته عن طريق الرش بمضادات الطفيليات الخارجية، والنظافة والتخلص من النفايات والحشائش الخضراء التي تمثل أماكن توالد وتوطن القراد. وأوصى الحمادي بضرورة الاهتمام بصحة الحيوانات، واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة عند التعامل مع الحيوانات المصابة أو المشتبه بإصابتها، وتعقيم الأدوات والمعدات المستخدمة للحيوانات، وتطبيق متطلبات الأمن الحيوي، والالتزام بممارسات سلامة الغذاء، والغسل الجيد للأيدي، مشدداً على مخاطر الذبح العشوائي وضرورة التقيد بالذبح داخل المسالخ المعتمدة، حيث تتوفر كافة المعايير والمتطلبات الخاصة بالأمن الحيوي، والتي تضمن سلامة عمليات الذبح والتخلص الآمن من المخلفات الحيوانية. وأكد ضرورة التزام مربي الثروة الحيوانية بالبرامج الوقائية التي تنفذها الهيئة مثل تحصين الحيوانات وبرامج مكافحة الطفيليات الخارجية، وحجر الحيوانات الجديدة وفحصها ضد مسببات الأمراض، قبل إضافتها لقطعان التربية بالمزارع والعزب، وعزل الحيوانات المريضة عن غير المريضة، والاتصال بأقرب عيادة بيطرية حكومية عند الاشتباه بوجود إصابة بمرض معدٍ أو حدوث حالات نفوق أكثر من الطبيعية، والالتزام بإرشادات وتوجيهات الطبيب المعالج، والتخلص من الحيوانات النافقة بالطرق السليمة وذلك عبر الاتصال بمركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير». وشدد الحمادي على أهمية استخدام الملابس والمعدات الواقية في حظائر التربية والعزب، مما يقلل من الإصابة بالأمراض المعدية أو نقلها للحيوانات أو البشر، وعدم شرب الحليب قبل غليه وخاصة حليب النوق، وتجنب أكل اللحوم والأسماك نصف المطبوخة أو غير المطهوة بشكل جيد، وضرورة تخزين اللحوم والأسماك في الثلاجة، مؤكداً أهمية تعقيم الأدوات والمعدات الملوثة بإفرازات وفضلات الحيوانات المريضة، باعتبارها وسيلة من وسائل انتقال الأمراض بين الحيوانات والبشر، من خلال غسلها وتعقيمها بأي من أنواع المطهرات المتوافرة، مشدداً على أهمية تطبيق متطلبات الأمن الحيوي، حيث إنه يعد وسيلة فعالة لمنع انتشار المرض، إن وجد، في كافة أنحاء العزبة. بناء القدرات ترتكز هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على استراتيجية الأمن الحيوي، في سعيها لبناء القدرات وتعزيز الأدوار في القطاعات المعنية إزاء الأمن الحيوي في إمارة أبوظبي، والحفاظ على مستوى عالٍ من السلامة الغذائية في الإمارة، وتطوير نهج موحد ومتسق وعلمي قائم على تحليل المخاطر لإدارة تأثيرات الآفات والأمراض في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتطوير وتعزيز البحوث لدعم إدارة مخاطر الأمن الحيوي، وتعزيز الكفاءة التشغيلية وتطوير منظومة تشريعية متكاملة للأمن الحيوي متجانسة ومتسقة بين الجهات المعنية.
مشاركة :