واصلت قوات الجيش الوطني الليبي التقدم نحو مصراتة والسيطرة على عدة مناطق متاخمة للمدينة أبرزها بلدة الوشكة غرب سرت، فضلاً عن بسط السيطرة عن منطقة الهيشة التي تبعد نحو 100 كيلومتر شرقي مدينة مصراتة. وقال قائد عسكري ليبي لـ«الاتحاد» إن الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني تطارد ميليشيات مصراتة باتجاه كوبري السدادة لتأمين مدينة سرت وتطهيرها من أي وجود لعناصر مسلحة تتبع حكومة الوفاق. بدوره أشار المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إلى أن سيطرة الجيش على مدينة سرت يحرم الميليشيات من التواجد بالقرب من منطقة الهلال النفطي وإبعاد شبح أي محاولات لاجتياح الميليشيات المسلحة للمنشآت النفطية. وأكد المسماري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن سرت خط دفاع أول لمدينة مصراتة، موضحاً أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل إيجابي سواء في نقل الإمدادات أو سرعة التعامل مع أي تهديدات. وكشف عن تخطيط القوات المسلحة الليبية منذ فترة للقيام بالعملية التي كانت تحت الرصد وتم تأجيلها دخولها عدة مرات لأسباب إنسانية، موضحاً أنه بعد اكتشاف تحرك مشبوه وتجمع للميليشيات تحركت قواتنا للقيام بضربة استباقية لمنع أي محاولات للهجوم على المنشآت النفطية. ولفت المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي إلى أن السيطرة على سرت ستمنع الغزاة الأتراك من استخدام قاعدة سرت الجوية والميناء أو القيام بأي مناورة على الأراضي الليبية، فضلاً عن حرمان تركيا من الاستفادة بأرض واسعة لإنزال قطاعات من وحداتها، مضيفاً «لم يتبق للأتراك سوى ميناء ومطار مصراتة وطرابلس». وتتوسط مدينة سرت ليبيا وتقع وسط المسافة بين طرابلس وبنغازي وبها قاعدة جوية بها بنية تحتية ممتازة، بالإضافة إلى الميناء البحري وهو من أهم الموانئ البحرية والطريق الرابط بين الشرق والغرب يمر من مدينة سرت. وقال إن قوات الجيش الليبي يمكنها الاستفادة من قاعدة القرضابية والقيام بعملية استطلاع في جنوب أو غرب ليبيا وتعتبر القرضابية قاعدة ربط بين شرق وغرب وجنوب البلاد. وأوضح أن الحرب الشاملة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي ضد الإرهاب حرب تطهير البلاد، مشيراً إلى أن مدينة سرت عانت من الإرهاب والجريمة منذ 2011 لكنها استعادت قوتها بعملية عسكرية خاطفة خطط لها بشكل دقيق. وفي طرابلس، أعلنت شعبة الإعلام الحربي، أن وحدات الجيش الليبي استهدفت تجمعات للمليشيات المسلحة التابعة للوفاق في محور عين زارة، وتم استهداف مباشر لتجمع من الأفراد في طريق الابيار الرابط بين الخلة وعين زارة بعد انسحابهم اتجاه الشرق. بدوره دعا عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب إلى التكاتف ونسيان الماضي ونبذ كل النعرات من أجل ليبيا في ظل حرب استعادة البلاد وتطهيرها من الإرهاب وسيطرة المليشيات ومواجهة الغزو التركي، معتبراً المرحلة خطيرة ومفصلية تتطلب من الجميع رص الصفوف وتأجيل كل الخلافات التي قد تشغلهم عن تأدية واجبهم الوطني المقدس، لافتاً إلى أنه سيندم كل من طالب بالتدخل التركي في ليبيا. وفي سرت، هنأ أهالي المدينة القوات المسلحة الليبية على الانتصارات التي يحرزها الجيش الليبي أمام مليشيات الوفاق، مؤكدين أن «أبناء سرت جميعاً في صف الوطن والقوات المسلحة العربية الليبية ضد كل من يحاول خيانته وبيعه لمستعمر تركي معتوه». ورحب أهالي سرت بدور قوات الجيش الليبي لإنهاء عهد من التبعية وانهيار مؤسسات الدولة المدنية ونهب ثروات ليبيا، وأضافوا «لن يكون بيننا مظلوم ولا ظالم بل إخوة متحابون يبنون بلادهم بعيداً عن القبلية والجهوية بمعيار الكفاءة والولاء للوطن».