حمل الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة السنة الجديدة جردة حساب مختصرة، ولكنها شاملة، لما شهدته الصين من تطورات كبرى خلال السنة الماضية، فهو تحدث عن الإنجازات الكبرى التي حققتها البلاد في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وركز على القضية الأهم في وجدان المواطن الصيني، وهي تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر، بما يجعل الصين دولة خالية من المواطنين الفقراء ويحذف كلمة المحافظات الفقيرة من قاموس الصينيين. وبقدر اهتمام الرئيس شي بالحديث عن القضايا الداخلية، كان اهتمامه بقضايا العلاقات بين الدول، مؤكداً أن الصين باتت لديها علاقات مع مئة وثمانين دولة وأن العديد من الدول باتت على علاقة مع بلاده خلال هذا العام، وهذا يؤكد على اهتمام الصين ببناء عالم متناغم ومترابط تقوم العلاقات بين أطرافه على أساس المصلجة المشتركة. لقد كان الخطاب قوياً ومليئاً بالعزم والاندفاع، ليس فقط لاستكمال تحقيق /*كان واضحاً من خلال العبارة التالية: “لقد دوت أبواق الهجوم، وعلينا أن نتضامن ونعمل بلا كلل أو ملل، ونتغلب على الشدائد والصعوبات بشجاعة، ونستكمل ما ينقصنا، ونقوي أساسنا..” ومن أهم التحديات التي تطرق إليها الرئيس شي بوضوح ودون أي تردد الوضع في هونغ كونغ، حيث أن هذه القضية تشغل بال الصينيين جميعاً كما عبّر الرئيس من خلال قوله “إن الوضع في تلك المنطقة أثار في الشهور الماضية اهتمام الجميع وقلقهم، إذ كيف يعيش أبناء الشعب في سعادة دون ظروف متناغمة ومستقرة!” متمنياً من صميم قلبه الخير لهونغ كونغ وأبنائها، ومضيفاً: “إن ازدهار المنطقة واستقرارها أمنية لإخوتنا في هونغ كونغ، وأيضا أمل لكل الشعب الصيني”. ولعلّ خاتمة الخطاب فيها خلاصة أفكار الرئيس والأمين العام والقائد العسكري المحنك حين رأى “أن نهر التاريخ يجري بلا توقف، هادئا أحيانا ومتموجا أحيانا أخرى، لن نخاف من العواصف والأمطار”، محدثاً شعبه بلهجة واثقة وقوية قائلاً: “لن نستسلم أمام الشدائد والصعوبات، وستسير الصين بخطى ثابتة على طريق التنمية السلمية، وتعمل بثبات على حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة”، ومحدداً القاعدة الأساسية التي تبني عليها الصين علاقاتها الدولية بقوله: “نحن مستعدون للعمل يداً بيد مع مختلف شعوب العالم لبناء الحزام والطريق، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، وخلق مستقبل أجمل للإنسانية كلها”. إن هذه الكلمات تزرع الأمل، ليس لدى أبناء الشعب الصيني فحسب، وإنما لدى أبناء شعوب العالم كله، ولا سيما الشعوب المحبة للسلام والساعية لبناء عالم عادل ومنفتح ومتناغم وبعيد عن الهيمنة وعن تسلط القوى الكبرى على الشعوب الفقيرة.
مشاركة :