عززت طهران قواتها في المنطقة الحدودية مع العراق بعد اشتباكات جرت الأحد بين قوة مع حزب العمال الكردستاني التركي مع قوة مماثلة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يعمل على لجم الحراك الكردي في إيران ومحيطها منذ زمن، خاصة بعد موجة الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها مهاباد مؤخراً، ويبدو أنه قرر اللعب بأوراقه السياسية والمخابراتية التي حضرها وجهزها جيداً. وكانت منطقة مهاباد الكردية في إيران شهدت احتجاجات عارمة بعد انتحار الفتاة فريناز خسرواني التي اضطرت الى إلقاء نفسها من الطابع الرابع في أحد الفنادق بعد محاولة اغتصاب تعرض لها من أحد رجال الأمن الفاسدين. وفي حين تحرم طهران الأكراد لديها والبالغ عددهم نحو 8 ملايين من أبسط الحقوق، إلا أنها تدعم أطرافا كردية أخرى في العراق وتركيا وسوريا، وتستغل ذلك في ملفات داخلية وإقليمية. وعلى الرغم من إعلان حزب العمال الكردستاني التركي أنه مستعد للدفاع عن الأكراد في إيران، بعد إعلان أحزاب كردية الكفاح المسلح ضد الملالي، إلا أنه خاض معركة مع الديمقراطي الكردستاتني، وقتل بحسب تقارير مقاتلين من بيشمركة الحزب المذكور بعد محاصرتهم في منطقة كيلشين الحدودية. وتفيد تقارير أن القوة التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، كانت قد تمركزت في منطقة كيلشين منذ أكثر من 15 يوماً، وتعرضت إلى العديد من المشاكل من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني. ويقول خبراء إن الهدف من تمركز الحزب الكردي الإيراني هو إنشاء قاعدة في المنطقة، إلا أن العمال الكردستاني طلب من قوة الديمقراطي إخلاءها، وعدم التحرك في المنطقة الحدودية دون موافقتها. ورفضت قيادة الديمقراطي الكردستاني هذه التعليمات، ودخلت في مفاوضات مباشرة مع العمال الكردستاني إلا أن الأخير بدا مصرا على انسحاب قوات الديمقراطي، ولم يثنه عن قراره الرسائل المرسلة إليه من قبل أطراف سياسية عدة في مختلف أجزاء كردستان، وهو ما أدى إلى حدوث الاشتباكات الأخيرة. لكن مصادر مقربة من حزب العمال الكردستاني، تخالف ما قالته مصادر الديمقراطي الكردستاني، إذ وجهت الاتهام إلى منظمات شبابية “أردوغانية”، حسب تعبيرها، بتنفيذ الهجوم، ورأت أن الديمقراطي الكردستاني الإيراني يسعى لخلق بلبلة في المنطقة، من دون أن توضح تفاصيل مثل هذا الاتهام. في غضون ذلك، أكدت مصادر إعلامية أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بحشد قواته في المنطقة الحدودية. وأوضحت المصادر أن قوات الحرس الثوري قدمت إلى منطقتي “أرومية وشنو” الحدوديتين، وأن مقاتلي الباسيج والجيش الإيراني، يتنقلون في تلك المناطق باللباس الكردي، ويظهرون أنفسهم على أنهم أعضاء في الأحزاب الكردية. وأضافت التقارير أن قوات الحرس الثوري قدموا إلى المنطقة بمساعدة أعضائها المحليين مصطحبين معهم الأسلحة الثقيلة، والمدرعات وصواريخ الكاتيوشا، وتمركزوا في منطقة كيلشين التي شهدت الاشتباك.
مشاركة :