حذرت بعض الصحف العربية الصادرة صباح الجمعة 22 مايو/آيار من أن تنظيم الدولة الإسلامية، أو داعش، بات يسيطر على نصف سوريا بعد نجاحه في السيطرة على مدينة تدمر الأثرية. وأبدت العديد من الصحف مخاوفها من قيام التنظيم بتدمير آثار المدينة، على غرار ما فعله من قبل في العراق، مشددةً على أن آثار تدمر أصبحت تحت رحمة داعش. نصف سوريا وحملت الوطن الكويتية والاتحاد الإماراتية والجزيرة والوطن السعوديتين والدستور الأردنية عنواناً مشابهاً يقول: بعد سيطرة التنظيم على مدينة تدمر بالكامل.. نصف سورية تحت سيطرة داعش. كما تقول الأنوار اللبنانية: آثار تدمر تحت رحمة داعش. أما البعث السورية فتقول: اليونسكو تحذّر من تكرار داعش سيناريو نمرود والموصل في لؤلؤة الصحراء: أي تدمير لمدينة تدمر جريمة حرب وخسارة هائلة للبشرية والحضارة الإنسانية. كما تقول السفير اللبنانية: مدير الآثار في سوريا لـ السفير: العالم يتفرّج على تدمير الحضارة. هذا وحملت بلدنا السورية عنواناً يقول: داعش يجتاح تدمر. وفي عنوان مشابه، تقول الرآي الكويتية: داعش يجتاح تدمر والنظام يطالب بتدخل دولي. من المسؤول وحملت بعض الصحف الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن سقوط تدمر. تقول المستقبل اللبنانية: بعد السقوط المريب للرمادي العراقية، تسليم وتسلّم بين الأسد وداعش. وتحت عنوان معارض: مؤامرة وراء تدمير تدمر، حملت عكاظ السعودية تصريحاً للناطق باسم الثورة السورية في درعا جمال الوادي، والذي أكد فيه أن النظام السوري سمح لداعش بالدخول إلى تدمر وسرقة الآثار منه. وعلى الجانب الآخر، القت بعض الصحف السورية باللائمة على بعض الدول العربية والغربية. ففي افتتاحيتها، اتهمت جريدة البعث ما اسمته بالمحورالصهيو-أمريكي فضلا عن تركيا والسعودية بالتخطيط لاحتلال داعش لتدمر. وتضيف الافتتاحية: فبعد أن فشل حكام الخليج ونظام أردوغان في إسقاط سوريا، وتنفيذ المخطط التفتيتي للعراق، وباتت هزيمة آل سعود في اليمن على الأبواب، بدؤوا التفتيش عن منجز يحرف الأنظار عن خيباتهم، كانت العين على تدمر، وذلك في محاولة جديدة لإلحاق الأذى بالإرث الحضاري، والانتقام من السوريين الذين رفضوا الرضوخ والاستسلام. الحجر أم البشر؟ أما الوطن السورية فتقول إن البعض يرى أن تدمر كنزاً من كنوز التاريخ المصنف عالمياً وواجب الحفاظ عليه... لكن الجيش العربي السوري له نظرة أخرى حول هذه المدينة وأهميتها، فهو ينظر إليها أولاً من خلال سكانها الأصليين ومدنييها... هؤلاء هم من يعتبرهم جيشنا كنز تدمر الحقيقي وتاريخها، وهم من يجب حمايته أولاً وأخيراً وقبل أي شيء آخر. وتعزو الافتتاحية القرار الصعب الذي اتخذه الجيش السوري بالانسحاب من المدينة بالقول إن الأولوية التي لا نقاش فيها كانت توفير الحماية للتدمريين وتحصينهم من الإرهاب الآتي عبر الحدود، مضيفةً أن البشر أغلى بأضعاف من الحجر وأن من حافظ على تدمر ورممها قادر على إعادة بنائها عشرات المرات. فنحن من يصنع الحجر وليس العكس. بينما تؤكد الاتحاد الإماراتية أن هناك العديد من الأهداف التي دفعت داعش لاحتلال تدمر، مؤكدةً أن أحد هذه الأهداف هو الربح المادي على الرغم مما يتبجّح به الناطق باسم التنظيم من أنه لا يهتم بقيمة هذه الشواهد الأثرية التي تُقدّر بمليارات الدولارات. وتقتصر عمليات التدمير التي تظهر في أشرطة الفيديو على القطع الكبيرة التي يمكن التعرف إليها بسهولة ويصعب على الإرهابيين نقلها إلى خارج الحدود السورية والعراقية بسبب ضخامتها وثقل وزنها. كما أن من الصعب العثور على مشترين لها بسبب سهولة اكتشافها واستعادتها باعتبارها ملكية مسروقة. ولكن، ماذا عن التحف الأصغر التي يسهل حملها ونقلها.
مشاركة :