«الساحرة المستديرة» ليست مجرد وصف: «مشيئة الله تنفذ»

  • 1/8/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نتائج سلبية والسبب السحر، هو آخر ما شهدته الملاعب المصرية في الآونة الأخيرة، بعد أن أصبحت الأعمال، حسب ادعاء البعض، سببًا في هزيمة أو تعادل يُمنى به الفريق، دون إبداء أي سبب فني لتراجع المستوى. ما سبق هو ما عمد إليه المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، معتبرًا أن سبب تراجع نتائج الفريق هو أعمال السحر التي لجأت إليها بعض الأندية المنافسة، ومن هذا القول تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مقطع فيديو سبق مباراة الزمالك وأسوان، يظهر فيها شخص يمسك بشباك مرمى استاد القاهرة الدولي ويقرأ آيات القرآن الكريم لـ«فك العمل». ولم يقتصر الأمر على الفارس الأبيض فحسب، بل وصل الأمر إلى دوري الدرجة الثانية، فذبح النادي الأوليمبي، تحت قيادة المدير الفني أحمد الكاس قبل رحيله، أرنبين لفك النحس وإعادة الانتصارات، فيما امتد الأمر إلى فريق مالية كفر الزيات، حينما أعرف المدير الفني أيمن مجدي «أعمال سحر سفلي في أركان الملعب»، ما دفع الإدارة للجوء إلى أحد المشايخ وختام القرآن في الاستاد، مع الوعد بذبح عجل لفك النحس الملازم للفريق. ومع ازدياد الاعتقاد في السحر على أنه سبب في تردي أوضاع الفرق، حرص الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في بداية حديثه إلى تصحيح توصيف بعينه: «لا تصح كلمة الشيخ في السحر، من يمارس هذا الأمر هو مشعوذ أو دجال». ويضيف «كريمة»، لـ«المصري لايت»، إن ذكر السحر في القرآن جاء كجريمة، وقال الله تعالى في سورة البقرة: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ». ويردف «كريمة»: «لذلك الفقهاء الحقوا السحر بباب الردة، العلماء هم من أقروا هذا، فطبعًا معروف أنه حيث يكون التخلف الفكري تكثر الخرافة والأسطورة والتعلق بالغيبيات، هذا تبرير للفشل والتقاعس عن الأخذ بالأسباب، ولا يمكن للسحر أن يغير القدر: (َيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)». «كلام فاضي»، بهذه العبارة افتتحت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، حديثها عن السحر، معتبرة أن ذكره في القرآن كان لـ«نبي من الأنبياء ودحر به فرعون»، لأن السحر كان ثقافة العصر وقتها: «في الوقت الراهن ليست ثقافتنا ولا الإسلام يؤيد أبدًا السحر. وتضيف «نصير»، لـ«المصري لايت»، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى ساحرًا أو عرافًا يُخرجه من الملة»، فانتشار السحر نوع من الجهل ويجب على هؤلاء جميعًا أن يعلموا تمامًا أن الله إذا أراد شيئًا لا يستطيع أي مخلوق أو ملاك أو غيرهما أن يغير ما أراده الله. عن المتحججين بالسحر، تقول «نصير»: «يجب على من يتلكك ويذهب إلى هذه الأساليب الممقوتة عقائديًا أن يعملوا ثم يتركوا مشيئة الله تنفذ، أما اللجوء إلى السحر أو الهروب من الواقع بهذه المصطلحات التي انتشرت هي نتيجة جهل، فالسحر لا علاقة له بالكرة، هو سوء قول وسوء عقيدة لا الكرة يقدمها أو يؤخرها السحر، هي لعبة لها فنونها واجتهادها وقدراتها فقط لا غير».

مشاركة :