اسبانيا مقبلة على مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية لحكم البيلديات والأقاليم بعد صعود نجم ما يطلق عليه بـ الغاضبين في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد. الناخبون وجهوا نوعا من التحذير إلى الطبقة السياسية بعد فتحهم أبواب برشلونة ومدريد أمام الغاضبين في أعقاب الانتخابات البلدية والاقليمية، التي أكد فيها حزب بوديموس المناهض لليبرالية مرتبته الثالثة. في العاصمة مدريد حلّت لائحة مانويلا كارمينا، التي تشمل بوديموس، ثانية بعد لائحة الحزب الشعبي بعشرين مقعدا مقابل واحد وعشرين بالتوالي، وقد تحكم بدعم الحزب الاشتراكي الذي حصل على تسعة مقاعد، فيما جاء سيودادانوس رابعا بسبعة مقاعد. في برشلونة تصدرت لائحة الناشطة المناهضة للترحيل آدا كولاو وسبقت لائحة رئيس البلدية المنتهية ولايته خافيير ترياس القومي المحافظ، حيث حصلت على أحد عشر مقعدا مقابل عشرة مقاعد له، فيما أحرز حزب سيودادانوس من يمين الوسط خمسة مقاعد والحزب الاشتراكي الكاتالوني أربعة. عملنا واضح للغاية. إننا نعتمد سياسة اليد الممدودة ولكن إلى من يفهمنا من خلال انتهاج سياسة مختلفة عن تلك التي تمّ اعتمادها إلى غاية الآن، قال رئيس حزب بوديموس بابلو اغليزياس. حزب بوديموس الذي أسسته مجموعة من أساتذة العلوم السياسية في كانون الثاني-يناير من العام الماضي حلّ ثالثا في اثنتي عشرة منطقة. وهذه النتائج لن تسهل أعمال اليمين الحاكم، والذي يستعد لماراتون آخر في الانتخابات التشريعية المرتقبة نهاية العام. حزب سيودادانوس لن يكون جزءا من الحكومات الاقليمية إذا لم يكن صوته مسموعا، وإذا لم يكن أعضاؤه رؤساء بلديات أو رؤساء أقاليم، اشترط ألبير ريفيرا، رئيس حزب سيودادانوس. قد يضطلع حزب جديد بحكم مدينة مدريد ولكن الاتفاق بين التشكيلات المختلفة ضروري للغاية. غياب أغلبية مطلقة في جميع المناطق، وفي العديد من البلديات التي شهدت الانتخابات يوم الأحد تجعل هذا السيناريو قائما في جميع أنحاء التراب الوطني. اسبانيا تدخل مرحلة جديدة، إنها مرحلة المحادثات والتفاوض، وهي مسألة قلّما تحدث في اسبانيا، التي قد تعتمد طريقة جديدة لممارسة السياسة ، يقول موفد يورونيوز إلى اسبانيا.
مشاركة :