شهد اليوم الثالث من منافسات رالي داكار 2020 موقفا إنسانيا وبطوليا لمتسابق فريق ويلز أوف أرابيا-البحرين سلمان محمد، والذي عكس صورة جميلة عن الروح الرياضية العالية والقيم الأصيلة التي يتمتع بها الرياضيون البحرينيون، وأخلاق أهل البحرين وما يتصفون به، ناهيك عن أجواء المنافسة التي كان يعيش في وسطها سلمان. يأتي ذلك حيث ساهم سلمان وفي موقف بطولي حظي بإشادة واسعة من المنظمين والمشاركين في السباق بإنقاذ زميله في الفريق المتسابق الهولندي مارتين إيمينك، والذي سقط مغشيا عليه بعد تعرضه لاصطدام قوي أثناء هبوطه بعد أن فقد السيطرة على دراجته النارية، فما كان من سلمان سوى أن يتوقف لمساعدته وطلب النجدة حتى تم إسعاف مارتين ونقله من الموقع بالطائرة المروحية. حدث ذلك في اليوم الثالث من السباق العالمي، والذي انطلق لأول مرة في المملكة العربية السعودية في الخامس من شهر يناير الجاري ويستمر حتى السابع عشر من الشهر نفسه، وانطلق سلمان كما هو مقرر في تمام الساعة 8:30 صباحا، وقد تمكن من اجتياز المرحلة الأولى متقدما بـ19 مركزا (المركز الـ70)، وقد لحق بزميله مارتين مع بداية المرحلة الثانية والتي شهدت تضاريس وعرة حيث يمر المتسابقون في منطقة جبلية في اتجاه الشمال، هناك لاحظ سلمان سقوط زميله مغشيًا عليه على الأرض، فتوقف لمساعدته واتصل بالنجدة لاسلكيا عبر جهاز «Irritrack»، وقد ظل سلمان مع زميله حتى وصول طائرة الإسعاف المروحية، والتي أقلته فورا إلى المستشفى، وقد قررت اللجنة المنظمة للسباق تعويض سلمان عن الوقت الذي قضاه مع مارتين، تقديرا لموقفه الشهم والبطولي. بعدها واصل سلمان السباق، وأثناء ذلك لاحظ توقف عضو فريق «HT Rallyraid Husqvarna» المتسابق السويدي كال بجركرت والذي كان يعاني من مشاكل في دراجته، وعلى الرغم من كونه أحد منافسيه على حصد المراكز المتقدمة في السباق، توقف سلمان لمساعدة منافسه، مجسدا أسمى آيات المنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية، وقد استمر سلمان في محاولة مساعدة كال لمدة 20 دقيقة قبل أن يكمل السباق، خوفا من أن يخسر المزيد من الوقت وأن تلحق به السيارات حيث تؤدي الأتربة التي تتصاعد بسبب حركة السيارات إلى تدني مستوى الرؤية بالنسبة للدراجين، هذا وقد قررت اللجنة المنظمة للسباق تقليص المسافة لينتهي السباق عند الكيلومتر الـ389 بسبب مشكلة تقنية في نظام تحديد المواقع «GPS»، وقد أنهى سلمان اليوم الثالث من السباق في المركز الـ120.