قتل نحو 170 شخصا في تحطم طائرة بوينغ 737 تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها صباح الأربعاء من طهران إلى كييف، كما أفادت وسائل إعلام إيرانية، وسط ترجيحات بتعرضها لانفجار. وقالت السفارة الأوكرانية في إيران الأربعاء إن معلومات أولية تشير إلى أن عطلا في المحرك، وليس هجوما بصاروخ أو عملا إرهابيا، تسبب في تحطم الطائرة. وذكرت السفارة في بيان أيضا أن 168 شخصا اشتروا تذاكر للرحلة الجوية. وفي كييف، أكد الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي عدم نجاة أي شخص من تحطم الطائرة قائلا إن "كل ركاب وأفراد طاقم" طائرة البوينغ 737 "قتلوا" وحذر من أي "تكهنات" بعد تحطم الطائرة. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن عمال الإنقاذ عثروا على الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة الأربعاء. ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن اشتعال النيران في الطائرة الأوكرانية، يأتي وسط ترجيحات بأنها أُسقطت، فيما أفادت بيانات الطائرات بأن سرعة صعود الطائرة الأوكرانية وتوقفها فجأة يعني أنها تعرضت لانفجار. وبحسب الصحيفة فإن الحادث وقع بعد إطلاق طهران لعدة صواريخ باليستية استهدفت بهما قاعدتين أميركيتين بالعراق، وسط ترجيحات بأن تكون الطائرة قد أصابها صاروخ بالخطأ. هذه الترجيحات عززها رفض هيئة الطيران المدني الإيراني تسليم الصندوق الأسود للطائرة لشركة بوينغ الأمريكية المنتجة للطائرة. ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية عن رئيس الهيئة علي عابد زادة، أن الإجراءات الحالية تتمحور حول اختيار الدولة التي سترسل إليها إيران الصندوق، حتى يتم تحليل بياناته. وينذر الرفض الإيراني بتسليم الصندوق الأسود للشركة الأمريكية، بأزمة جديدة مع الولايات المتحدة، إذ تخشى طهران من تقديم “بوينغ” أسبابا أخرى لتحطم الطائرة غير تلك التي سيبرزها الصندوق الأسود. فيما يرى مراقبون أن رفض إيران تسليم الصندوق الأسود قد يعزز من احتمالية إصابته بصاروخ خاصة أن عملية سقوط الطائرة تزامن مع إطلاق عدد من الصواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق. وكان المسؤول الكبير في الخارجية الاوكرانية فاسيل كيريليتش أعطى معلومات مماثلة حول عدم وجود ناجين. وقال "بحسب الارقام الأولية فانه كان هناك 168 شخصا" على متن الطائرة التي كان يفترض ان تقوم برحلة بين طهران وكييف. في وقت سابق، قال رئيس الهلال الأحمر الإيراني بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة (إيسنا) شبه الرسمية إنّه "حتماً هناك استحالة بأن يكون هناك ناجون في عداد ركاب" الرحلة بي إس-752 التي كانت متّجهة من طهران إلى كييف. وبحسب الوكالة فإنّ الطائرة المنكوبة كانت تقلّ 170 شخصاً بين ركاب وأفراد طاقم. من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" إنّ الكارثة الجوية أسفرت عن "مقتل كل الركاب". ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم مطار الإمام الخميني الدولي في طهران قوله إنّ الطائرة كانت تقلّ 176 شخصاً هم 167 راكباً وطاقم من 9 أفراد. ونقلت إيسنا عن مجتبى خالدي، المتحدّث باسم جهاز إدارة الطوارئ في البلاد، قوله إنّ عشر سيارات إسعاف هرعت إلى مكان الحادث. وأعلن برس تي في، التلفزيون الرسمي الناطق بالانكليزية ان الطائرة الاوكرانية سقطت بالقرب من باراند، المدينة الواقعة في محافظة طهران. وأضاف نقلا عن علي خاشاني الناطق باسم مطار الامام الخميني الدولي أن سبب الحادث كما يبدو "صعوبات تقنية". وأوضح التلفزيون ان "النيران اشتعلت بالطائرة بعيد تحطمها". وبث التلفزيون الرسمي الايراني مشاهد من موقع تحطم الطائرة اظهرت فرق انقاذ تابعة للهلال الاحمر الايراني تقوم بتفتيش ارض خلاء انتشر فيها الحطام. وعلقت شركة بوينغ على تويتر بالقول "نحن على علم بالمعلومات الصحافية الصادرة من ايران ونقوم بجمع المزيد من المعلومات". ويأتي سقوط الطائرة بعد قيام إيران باطلاق صواريخ ليل الثلاثاء الاربعاء على قواعد في العراق يستخدمها عسكريون اميركيون، في قصف قال الحرس الثوري الايراني انه ثأر لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني فجر الجمعة الماضي بضربة اميركية في بغداد. واثر الضربات الصاروخية الايرانية، اعلنت الوكالة الفدرالية الاميركية للطيران تعليق كل رحلات الشركات المسجلة في الولايات المتحدة فوق العراق وايران والخليج. وقالت الوكالة في بيان إنّها "بعثت برسائل إلى المشغّلين الجويّين تتضمّن تفاصيل بشأن قيود على الطيران تحظر على مشغّلي الطائرات المدنية الأميركية العمل في المجال الجوي فوق العراق وإيران ومياه الخليج الفارسي وبحر عمان". وفي واشنطن قال البنتاغون إنّ إيران أطلقت "أكثر من 12 صاروخاً" على قاعدتين عسكريتين في العراق، في الأنبار )غرب) وإربيل (شمال)، تستخدمهما القوات الأميركية، مشيراً إلى أنّه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل "الردّ" على هذه الضربة.
مشاركة :