قال الدكتور بيرجر دولتس إن اضطراب الشخصية الحدي هو اضطراب نفسي معقد وخطير يُعيق المريض عن ممارسة حياته الشخصية والوظيفية بشكل طبيعي. وأوضح الطبيب النفسي الألماني أن الإصابة باضطراب الشخصية الحدي تحدث غالبا في سن المراهقة، ويرجح الأطباء أن الاضطراب يرجع إلى التعرض لصدمة نفسية في مرحلة الطفولة كالتحرش الجنسي وسوء المعاملة والإهمال. وتتمثل أعراض اضطراب الشخصية الحدي في الاندفاعية وعدم الاتزان في التعبير عن المشاعر وكذلك عدم الاتزان بشأن صورة الذات وفي العلاقات مع الآخرين والتغيرات المزاجية السريعة، بالإضافة إلى مشاعر الخوف والقلق. ويمهد اضطراب الشخصية الحدي الطريق للإصابة بالاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس والانتحار. وأكد خبراء أن مرضى اضطراب الشخصية الحدي يشيع لديهم السلوك الاندفاعي، بما في ذلك تعاطي مواد الإدمان أو شرب الكحول أو اضطرابات الأكل أو التهور في القيادة أو تبذير النقود أو الاستقالة من وظيفة جيدة أو إنهاء علاقات ناجحة. كما أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب يسعى إلى التقارب، لكن استجاباته العاطفية المكثفة وغير المستقرة تميل إلى عزل الآخرين، ما يسبب مشاعر العزلة والهجر على المدى الطويل، وهذا يؤدي إلى الضجر والفراغ والملل الدائم. وكشف الخبراء أن هذا الشخص يعاني من مشاكل في تكوين صورة واضحة عن شخصيته وهويته، فهو يميل إلى مواجهة مشاكل مع نفسه لمعرفة ما الشيء الذي يقيمه أو الذي يؤمن به أو يفضله أو يستمتع به، كما يكون غير واثق من أهدافه بعيدة المدى، وذلك في ما يتعلق بالعلاقات والعمل، وكل ذلك يؤدي إلى شعوره بالضياع. وكشفت البحوث أن اضطرابات الشخصية قد تكون موروثة أو مرتبطة بقوة باضطرابات الصحة العقلية الأخرى بين أفراد الأسرة، كما يساهم اضطراب العلاقات الأسرية في نشأة الشخصية الحدية، حيث تهيئ البيئة العائلية غير المستقرة لتطور هذا الاضطراب، في حين أن البيئة العائلية المستقرة تكون فيها مخاطر حدوثه أقل. وشدد دولتس على ضرورة استشارة طبيب نفسي على وجه السرعة للخضوع للعلاج النفسي كالعلاج السلوكي، مع إمكانية اللجوء إلى الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان
مشاركة :