تشارك الكثير من الزوجات في مختلف دول العالم على مواقع التواصل الاجتماعي قصصهن المريرة مع حمواتهن، في إشارة إلى أن الصراع بينهما أزلي ولم يمحه تطور العلاقات الأسرية. وتصف الكثيرات حمواتهن بأنهن مريعات وصعبات المراس، وغرّد ناشط على تويتر قائلا “الحماة المستبدة الظالمة لزوجة ابنها نموذج له خصوصية متفردة جدا، الغريب في هذا المشهد حقا أن هذه الحماة التي أنهكتها الحياة وتقدم بها العمر والضعف وننظر إليها بعين الرحمة والاحترام، تتولد بداخلها فجأة قوة شر رهيبة وطاقة تسلّط لا تنتهي حين تمارس هذا الدور مع زوجة ابنها”. وقالت إحدى الناشطات إن والدة شريك حياتها تتحقق حتى من أنها تطبخ لابنها أم لا، وأضافت “تدخل أم زوجي إلى منزلي، وتمرر إصبعها الصغير على الرفوف وتتفحص الغبار، ثم تتحقق من الأواني والمقالي لمعرفة إذا ما كنت أطهي الطعام من أجل ابنها، كما أنها تلومني على الطريقة التي أعتني بها بأطفالي”. وتطلب الكثير من النساء في وقتنا الحاضر مساعدة المختصين في العلاقات الأسرية للتغلب على صراعهن مع أمهات أزواجهن، وقالت إحداهن “الرجاء مساعدتي مع أم زوجي! زوجي رجل لطيف حقًا، لكن والدته مريعة. تنتقد وتعلق على كل شيء إلى ما لا نهاية، ودائما بطريقة سلبية، إنها تؤثر علي حقًا. هل هناك طريقة لجعلها تتغير قبل أن تدفعني إلى الجنون؟”. وأكد مختصون أن تغيير الحماة ليس هو النهج الصحيح، لأنه لا يمكن لأحد تغيير شخص آخر، وأن هناك طرقا أفضل للتفكير في كيفية رؤية سلوكها، وكيف يمكن أن يؤدي تعديله إلى تحسينها. وأضافوا أنه على الأرجح، تقوم الحماة دائما بنقد زوجة الابن أو مقارنتها بشكل غير ملائم مع الآخرين. تنتقد باستمرار مطبخها، ملابسها، تعليم الأطفال، أيا كان، لذلك تتساءل زوجة الابن عما إذا كانت قادرة على قول شيء لطيف. النساء اللاتي يعشن مع حمواتهن يزرن الأطباء بمعدل أقل، كما أنهن حرمن من المعلومات اللازمة لصياغة قراراتهن في ما يتعلق بالصحة والخصوبة وتحديد النسل وإذا سألتها فسوف ترد أنها تحاول فقط أن تكون مفيدة. ولكن مهما كانت دوافعها، فإن إجبارها على أن تكون علاقتها معك أكثر نضج يعتمد على كيفية الرد على انتقاداتها. لأن غضبك، سوف يعزز سلوكها. وبدلاً من ذلك، فأنت في حاجة إلى أن تريها أنك كشخص ناضج واثق من نفسه ومستقل، حتى وإن كنت تغلين حقًا في داخلك. فالطريقة الجيدة للقيام بذلك هي أن تكوني هادئًة ومحترمًة ومهذبة، وأن تتجنبي الرد على تدخلاتها. ولذلك بدلاً من القلق بشأن انتقاداتها، ينصح بالبحث عن طرق للرد على نصيحتها غير المرغوب فيها حتى لا تتورطي معها. حاولي ألا تقولي أي شيء على الإطلاق لبضع لحظات. لأن هناك فرصة جيدة ليتوقف رد فعلك على تعليقاتها. لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فاستريحي وقولي شيئًا مثل “شكرا على اقتراحك، سأفكر في الأمر”. ثم انقلي المحادثة إلى شيء آخر، والفكرة هي منعها من الشعور بالتواصل معك. وعندها ستصبح تعليقاتها أقل تواترا بالتأكيد. لكن ماذا لو أن بعض انتقاداتها تكون حقيقية؟ وإذا قاومتي النصيحة الجيدة، فعليك أن تسألي نفسك لماذا. ربما لأنك تشعرين بالتهديد؟ وربما هي تتصرف كذلك لأنها تشعر أيضًا بعدم الأمان؟ إن فهم سلوكها ورد فعلك سيساعدك على وضع الأمور في نصابها الصحيح. لذلك يمكنك اتباع نصيحتها عندما تكون مفيدة ورفض الباقي. والبدء في ربط علاقة دافئة وناضجة معها. وقال تقرير حديث لهيئة الاذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إنه في عام 2018، أنجزت دراسة أميركية وهندية مشتركة تحدث خلالها باحثون في بوسطن ودلهي إلى نحو 671 امرأة متزوجة تتراوح أعمارهن بين 18 و30 عاما في 28 قرية في مقاطعة جاونبور في أوتار براديش، وهي محافظة شمالية محافظة للغاية ومكتظة بالسكان ويساوي تعداد سكانها سكان البرازيل. وبلغ متوسط عمر النساء اللاتي شملتهن الدراسة 26 عاما، في حين بلغ متوسط عمر الزواج 33 عاما، ومعظمهن من الهندوس وينتمين إلى الطبقات الفقيرة. ويعيش نحو 70 في المئة من النساء مع حمواتهن، في حين يمتلك نحو 60 في المئة من الأسر التي شملها البحث أراضي زراعية. وسأل الباحثون النساء عن شبكة العلاقات الاجتماعية الخاصة بهن وعن أقاربهن وأصدقائهن خارج المنزل، كما تم سؤالهن عن تأثير حمواتهن على تشكيل شبكات العلاقات الخاصة بهن. وكشفت الدراسة أن النساء اللاتي يعشن مع حمواتهن يتم الحد من حرية حركتهن وقدرتهن على تكوين علاقات اجتماعية خارج أسرهن. وكان من شأن هذه الحياة حرمان النساء من الحصول على المزيد من المعلومات، وبناء علاقات اجتماعية، واكتساب الثقة بالنفس وتعزيز طموحاتهن. وأشارت إلى أن النساء اللاتي يعشن مع حمواتهن يزرن الأطباء بمعدل أقل، كما أنهن حرمن من المعلومات اللازمة لصياغة قراراتهن في ما يتعلق بالصحة والخصوبة وتحديد النسل عبر هذه الشبكات الاجتماعية. وأكدت حوالي 36 بالمئة من النساء المستجوبة آراؤهن أنهن لم يكن لديهن أصدقاء أو أقارب مقربون في الحي بأكمله؛ و22 بالمئة منهن ليس لديهن أصدقاء أو أقارب مقربون في أي مكان. وسمح لـ14 بالمئة فقط من النساء بالذهاب وحدهن إلى المستشفى، و12 في المئة فقط سُمح لهن بزيارة منازل الأصدقاء والأقارب في القرية وحدهن، وفق “بي.بي.سي”. وبينت الدراسة أنه إلى جانب الزوج والحماة، تفاعلت معظم النساء مع أقل من شخصين في جونبور حول الأمور المهمة بالنسبة لهن، وحدد الباحثون مجموعتين من النساء: اللاتي عشن مع حمواتهن واللاتي لم يعشن معهن، وقارنوا متوسط عدد الأصدقاء المقربين والأقارب لديهن، وكان الأقران، الفئة التي تفاعلت معها النساء حول الصحة والخصوبة وتنظيم الأسرة. ووجد الباحثون أن النساء اللاتي يعشن مع حمواتهن كان لديهن قرينات أقل بنسبة 18 في المئة في القرى التي يعشن فيها؛ حيث قيدت الحموات الشبكة الاجتماعية لهؤلاء النسوة من خلال عدم السماح لهن بزيارة الأماكن وحدهن في محاولة للسيطرة على خصوبتهن وخطط تنظيم الأسرة لديهن. وكشفت الدراسة أنه في بعض الأحيان تريد الحموات المزيد من الأطفال وخاصة عددا أكبر من الأبناء الذكور على وجه التحديد، أكثر مما تريد الزوجة نفسها. وافترض حوالي 48 في المئة من النساء أن حمواتهن لا يوافقن على تحديد النسل. وإذا كان زوج المرأة عاملاً مهاجرا، فإن حماتها تمارس مزيدا من السيطرة على حركتها وتفاعلاتها وقراراتها. كما أظهرت أن السلوك المقيد للحموات يكون مدفوعا في نهاية المطاف بتفضيلاتهن ومواقفهن الشخصية حول الخصوبة وتنظيم الأسرة. كما أفادت أن النساء اللاتي لديهن عدد أقل من الأقران أقل إقبالا على زيارة الأطباء للحصول على نصائح بخصوص الصحة الإنجابية أو الخصوبة أو خطط تنظيم الأسرة، وأقل عرضة لاستخدام وسائل منع الحمل الحديثة، حسب الباحثين من جامعة بوسطن وبوسطن كوليدج ومدرسة دلهي للاقتصاد وجامعة نورث إيسترن. وأفادت النساء اللاتي أجريت عليهن الدراسة بأن لديهن أقل من صديقين أو قريبين اثنين في جاونبور نفسها، وتتحدث معظم الشابات المتزوجات في قرى الهند مع عدد قليل من الأشخاص مقارنة بأزواجهن وحمواتهن في شؤونهن الشخصية أو مخاوفهن الخاصة. ونظرًا لأن 33 في المئة فقط من النساء في الهند يمتلكن هواتف محمولة، فإن الاتصالات أيضا مقيدة. وخلصت الدراسة إلى أن العيش مع الحماة يمكن أن يكون مفيدا للنساء في بعض الجوانب، مثل الصحة أثناء الحمل. لكن على نطاق واسع، يعتقد الباحثون، أن وجود الحماة يقوّض بشكل كبير استقلالية المرأة.
مشاركة :