تونس (وكالات) قتل رقيب أول بالجيش التونسي أمس سبعة من رفاقه وأصاب عشرة آخرين أحدهم حالته خطرة بعدما فتح عليهم النار داخل ثكنة عسكرية قريبة من مقر البرلمان، قبل ان يقتله الجيش حسبما اعلنت وزارة الدفاع التي قالت ان العسكري يعاني من «اضطرابات» نفسية. وأورد المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع ان الرقيب الأول أقدم على «طعن زميله (بسكين) في نقطة الحراسة والاستيلاء على سلاحه ثم قام بفتح النار على بقية العسكريين الموجودين في (تجمع لـ«تحية العلم» داخل الثكنة العسكرية بحي صلاح الدين بوشوشة في مدينة باردو (وسط العاصمة) غير بعيد عن مقر البرلمان. وأفاد في مؤتمر صحفي ان الهجوم «اسفر عن وفاة 7 عسكريين ومقتل منفذ هذه العملية، وإصابة 10 عسكريين احدهم في حالة حرجة والبقية اصاباتهم لا تمثل خطورة على حياتهم». وقتل الجيش الرقيب الأول. وأضاف بلحسن الوسلاتي ان العسكري «لديه مشاكل عائلية وكان يشكو في المدة الأخيرة من اضطرابات في سلوكه، وتم نقله الى وحدة غير حساسة وطبعا إعفاؤه من حمل السلاح». وقال «هذه العملية -بالنسبة إلينا- معزولة ومنفردة وتبقى دوافعها الحقيقية» قيد التحقيقات. وردا عن سؤال صحفي حول اجراء العسكري «اتصالات مباشرة مع مجموعات ارهابية» قال بلحسن الوسلاتي «هذا الكلام الذي تقوله غير ثابت»، مضيفا ان «التحقيقات سوف تظهر إن كان الأمر يتعلق بعمل ارهابي أم لا». وفي وقت سابق اعلن محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ان «الحادثة التي حصلت في ثكنة بوشوشة ليست مرتبطة بعمل ارهابي». من ناحيته قال محسن مرزوق المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريح لإذاعة شمس إف إم التونسية الخاصة ان حادثة اليوم «يمكن ان تؤدي الى اعادة النظر في كثير من النواحي الدفاعية والأمنية داخل الثكنات (العسكرية) التونسية». ونشرت وزارة الداخلية فرقة مكافحة الإرهاب في محيط الثكنة، وقامت الشرطة تقوم بدوريات باستخدام كلاب مدربة وتفتش السيارات المركونة قرب المنطقة. وفي 18 مارس الماضي تعرض متحف باردو الشهير لهجوم دموي تبناه تنظيم داعش وأسفر عن مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي. ونفذ الهجوم مسلحان تونسيان قتلتهما الشرطة ساعة اقتحامها المتحف. وقد تلقى المهاجمان (وفق الداخلية التونسية) تدريبات على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى. ومنذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس الديكتاتور زين العابدين بن علي تصاعد في تونس عنف مجموعات جهادية مسلحة. وخططت هذه المجموعات، بحسب وزارة الداخلية، لتحويل تونس الى «أول امارة اسلامية في شمال افريقيا». وخلال السنوات الأربع الأخيرة قتل نحو 80 من عناصر الأمن والجيش في هجمات نسبت السلطات اغلبها الى «كتيبة عقبة نافع» المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتتحصن الكتيبة التي نسبت الى نفسها اسم القائد المسلم الذي فتح تونس في جبال بولايات القصرين وجندوبة والكاف (غرب) الحدودية مع الجزائر. وتواجه تونس مخاطر امنية بسبب حالة الفوضى في جارتها الشرقية ليبيا. ويرتبط البلدان بحدود برية مشتركة طولها حوالي 500 كلم.
مشاركة :