دعت السلطات الأسترالية، بعض السكان إلى مغادرة منازلهم، مع دنو موجة حر قد تؤجج مجدداً حرائق الغابات التي أتت على مناطق شاسعة في جنوب البلاد وشرقها. ودعت حكومة ولاية فيكتوريا، بعض السكان في الشرق إلى مغادرة منازلهم، قبل ارتفاع درجات الحرارة أمس، في حين تم في أستراليا الجنوبية إجلاء سكان من بلدات في جزيرة كانجورو جنوب أديلايد، إلى مكان آمن. وقالت وزيرة شرطة ولاية فيكتوريا، ليزا نيفيل، لسكان المناطق المعرضة للخطر: «ارحلوا بسرعة!». وأضافت: «كل التحذيرات التي وجهناها تهدف فقط لإنقاذ الأرواح». وفي الربيع، تشهد أستراليا سنوياً حرائق غابات، ولكنها أتت هذه السنة مبكرة وبعنف أكبر، خصوصاً بسبب الظروف المواتية للحرائق جراء ظاهرة الاحتباس الحراري. وأمس، أكدت السلطات مصرع إطفائي رابع، ما يرفع إلى 26 عدد رجال الإطفاء، الذين قضوا منذ اندلاع الحرائق في سبتمبر. واحترق أكثر من ألفي منزل، وأتت ألسنة اللهب على 80 ألف هكتار، ما يوازي مساحة جزيرة إيرلندا، وذكر باحثون في جامعة سيدني، أن الحرائق قضت على مليار حيوان. والأسبوع الماضي، قالت الجامعة: إن 480 ألف حيوان نفقت منذ سبتمبر في ولاية نيو ساوث ويلز وحدها، وأعمدة الدخان التي تتصاعد جراء الحرائق تشاهد وصولاً إلى الأرجنتين والبرازيل، على امتداد أكثر من 12 ألف كلم، في الجانب الآخر من المحيط، بحسب وكالات الرصد الجوية في البلدين. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة: إن الدخان الناجم عن حرائق الغابات الكارثية التي تتعرض لها أستراليا اجتاز 11 ألف كيلومتر، عبر المحيط الهادئ، ووصل إلى أميركا الجنوبية، ووصلت أعمدة الدخان الهائلة، الاثنين، إلى الأرجنتين ووسط تشيلي، حيث بدت السماء الصافية رمادية، أمس الأول، بسبب التلوث. وتقول السلطات: إن الدخان لا يشكل خطراً صحياً في هذه الدول، على عكس أستراليا التي بلغ تلوث الهواء فيها مستويات خطيرة.