القاهرة 8 يناير 2020 (شينخوا) أكد عضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين وانغ يي، الرغبة في تعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و "رؤية مصر 2030" لتعميق التعاون المشترك. وقال وانغ في مقابلة خاصة نشرتها صحيفة ((الأهرام)) المصرية بعددها الصادر اليوم (الأربعاء)، إنه سيلتقي خلال زيارته للقاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويجري مع وزير الخارجية سامح شكري جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية. وبدأ وزير خارجية الصين زيارة لعدد من دول القارة الأفريقية استهلها أمس بزيارة القاهرة، وتضم الجولة أربع دول أخرى وهي جيبوتي واريتريا وبورندي وزيمبابوي. وأضاف وانغ يي "سنتبادل وجهات النظر على نحو معمق حول تخطيط ودفع العلاقات الثنائية وتعزيز المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، وتعميق التعاون العملي في جميع المجالات وتعزيز التواصل والتنسيق في الشئون الدولية والاقليمية". وتابع قائلا "إن المجالات التي تركز عليها مبادرة الحزام والطريق تمثل بالضبط الأولوية الواردة في رؤية مصر 2030، وثمة تطابق تام بين مبادرة الحزام والطريق واتجاه مصر المستقبلي". وأوضح أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين شهد تقدما مستمرا في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموا مستقرا منذ تجاوزه عتبة 10 مليارات دولار لأول مرة عام 2013، وبلغ 13.8 مليار دولار عام 2018، الأمر الذي جعل الصين أكبر شريك تجاري لمصر. ولفت إلى أن "التعاون بين البلدين لايقتصر على التبادل التجاري، بل يتقدم التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة الانتاجية والبنية التحتية والمالية بخطوات متزنة". وأشار إلى أن "الحكومة الصينية تشجع الشركات الصينية على المشاركة في المشروعات الوطنية والاستراتيجية بمصر لدعم تنميتها الاقتصادية بما فيها محور قناة السويس والعاصمة الادارية الجديدة باعتبارهما مشروعين استراتيجيين مهمين". ونوه بما تشهده علاقة البلدين من تطور مطرد في التعاون الاستثماري، حيث "استثمرت الشركات الصينية أكثر من 7 مليارات دولار في مصر، وسجلت أكثر من 1560 شركة، ووفرت أكثر من 30 ألف فرصة عمل، وتشمل مجالات عديدة مثل الطاقة والبنية التحتية والتصنيع والزراعة والتعدين". وأكد دعم الصين لرؤية الرئيس السيسي بضرورة اصلاح مجلس الأمن الدولي وتصحيح الظلم التاريخي لإفريقيا، معربا عن اعتقاده بأن زيادة التمثيل والصوت للدول النامية وخاصة الدول الافريقية يمثل الاتجاه الصحيح الوحيد لاصلاح مجلس الأمن. وفيما يتعلق بالتوتر في شرق المتوسط والأزمة الليبية، قال "إن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لحل الملف الليبي بشكل سليم وحقيقي، وإن لغة القوة طريق مسدود لايؤدي إلا إلى تداعيات وخيمة، ونحن ندعم عملية السلام الدائم". وطالب الأطراف المختلفة بتغليب المصلحة الأساسية للشعب الليبي والسلام والاستقرار في المنطقة والعمل على دفع الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى وقف اطلاق النار في أسرع وقت ممكن والعودة إلى مسار الحوار والتفاوض. وبالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد أعرب عن شعور الجانب الصيني بالقلق الشديد نتيجة استمرار الصراعات بين فلسطين واسرائيل، والغياب التام للثقة المتبادلة وانحراف عملية السلام عن المسار الصحيح. ولفت إلى أن القضية الفلسطينية قضية سياسية في طبيعتها، فلايمكن حلها إلا عن الطريق السياسي، الذي يقوم على أساس العدالة والانصاف، ويصغى إلى آراء الأطراف المعنية وخاصة الجانب الفلسطيني. وشدد وانغ على "ضرورة التمسك بحل الدولتين كاتجاه عام، وحل الخلافات بين فلسطين وإسرائيل عبر التفاوض المتساوي وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وغيرهما من التوافقات الدولية". يشار إلى أن هذا هو العام الـ 30 على التوالي منذ عام 1991 الذي يزور فيه وزير خارجية صيني أفريقيا في بداية عام، ما يعكس تماما الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لتطوير علاقاتها مع أفريقيا. كما أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ 20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني - الأفريقي (فوكاك).
مشاركة :