طريقي ما طريقي | مقالات

  • 5/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحياة تعج بالطرق والمهارات وتختلف طرق الحياة في أشكالها وأنواعها وتتباين في سبلها وتتعدد دروبها فمنها المستقيم الذي يهدي إلى الخير ويفضي إلى الاستقرار والنماء وطرق أخرى ملتوية وكئيبة تعتريها الأشواك وتتخللها النتوءات والأحجار، وسالكو تلك الطرق إما ينشرون الخير ويدلون عليه وإما يجعلون الدنيا يعتريها رماد أسود ينتشر في ربوعها فلا يستقر أهلها ولا يذوقون طعم الحياة الهانئة، وصنوف الأهوال كثيرة في عالمنا والذين يصنعون الشر كثيرين، ولا يخلو يوم إلا وتسمع أو ترى صوتاً من أصوات الشر أو مشهداً من مشاهده. فأزيز للطائرات وقصف للأبرياء ودماء للأطفال وتشريد للنساء وقلوب حرة يقتلها الظمأ حبس الماء عنها ومساجد يذكر فيها اسم الله تفجر في أيام الجمعة وأهلها ذاهبون لأداء فريضة ربهم، تلك المساجد تفجر في جميع أصقاع الدنيا وأهلها مظلومون ولعل مأساة مسجد القطيف الذي فجر في يوم الجمعة الماضي من المآسي التي تحرق القلب. واحد وعشرون شهيداً نتيجة هذا العمل الإجرامي البغيض ناهيك عن عشرات الجرحى ما ذنب هؤلاء؟ وماذا صنعوا؟ وماذا اقترفت أيديهم؟ هم وجميع الذين تزهق أرواحهم يومياً في أرجاء العالم العربي المسلم هل لأن المسلمين يقتتلون، أو أحقاداً تزرع أو فتناً تنشر أو مخططاً وضع من أجل الوصول إلى غاية في نفس من خطط لها. شجون وآلام وظلم ينتشر وأناس لا يرجون للبشرية ولا لثقافتها ولا لتطورها ولا لنمائها سبيل،اً إنما يريدون أن يسيروا بالدنيا إلى عصور مظلمة، ويذهبوا بأهلها إلى التعرب بعد الهجرة. حرقاً للآثار وتدميراً لمصادر الثقافة وتكبيلاً للفكر المستنير وتقييداً لأيدي العمل وحرقاً لأنامل الإبداع حتى يصلوا إلى غايتهم. نسأل الله ألا يحقق ما يرجونه وما يطمحون إليه من طرق للشر وسبل للدمار. اللهم بارك لشهداء مسجد القطيف في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبور لهم بعد فراق الدنيا خير منزل إنك ولي ذلك والقادر عليه. لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم مصدره يأوي إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

مشاركة :