تسبب قرار الأمير هاري وزوجته ميجان بالتخلي عن دورهما البارز في العائلة المالكة البريطانية الأربعاء، صدمة كبيرة في أروقة قصر باكينجهام.إذ أفادت وسائل إعلام بأن دوق ودوقة ساسكس أدليا بتصريحاتهما المتفجرة من دون إخطار الملكة إليزابيث الثانية أو والده الأمير تشارلز.وأشارت «بي بي سي» إلى أن الأجواء التي خيمت على قصر باكينجهام كانت مملوءة بخيبة الأمل و«الشعور بالأذى».وعنونت صحيفة «ذي صن» على صفحتها الأولى «ميجست» (في إشارة إلى انفصال ميجان عن المملكة المتحدة) وكتبت في موضوعها الرئيسي، إن الزوجين أشعلا حرباً أهلية في القصر، أما «ديلي ميرور» فكتبت «لم يخبرا الملكة».وجاءت هذه الأخبار المفاجئة بعد عام مضطرب للزوجين اللذين تحدثا بشكل علني عن الضغوط التي يفرضها وجودهما في دائرة الضوء. وجاء في بيان لهما نشره قصر باكينجهام «قررنا التنازل عن مهماتنا كفردين بارزين في العائلة الملكية، والعمل لنكون مستقلين مالياً مع الاستمرار في تقديم الدعم الكامل لصاحبة الجلالة الملكة».ويبدو أن هذا القرار فاجأ العائلة المالكة؛ حيث قصر باكينجهام بياناً ثانياً بعد أقل من ساعتين، جاء فيه أن المناقشات مع هاري وميجان ما زالت «في مرحلة مبكرة»، مضيفاً «نحن نتفهم رغبتهما في اتباع نهج مختلف؛ لكن مثل هذه القضايا المعقدة تحتاج إلى وقت لمعالجتها بالطريقة الصحيحة».تغيب الزوجان عن الاحتفال التقليدي بعيد الميلاد للعائلة البريطانية المالكة في ساندرينغهام وأمضيا موسم الأعياد بدلاً من ذلك مع والدة ميجان، دوريا راغلاند. وفي أكتوبر/تشرين الأول، أقر هاري الذي يحتل المركز السادس بتراتبية خلافة العرش، بأنه وشقيقه وليام «كانا على مسارات مختلفة» و«نمرّ كشقيقين بفترات يسر وعسر»؛ وذلك بعد سريان شائعات حول فتور العلاقة بينه وبين شقيقه الأكبر.وفي نفس الشهر، أصدر هاري بياناً لاذعاً حول تغطية الصحف الشعبية لأخباره وعائلته، وأطلق مجموعة من الدعاوى القضائية ضد ناشري بعضها. ولدى سؤاله عما إذا كانت ميجان تواجه الضغوط الإعلامية نفسها التي واجهتها والدته ديانا التي توفيت في حادث سيارة في باريس عام 1997 أثناء ملاحقتها من قبل مصورين، قال هاري: «لن أدخل في لعبة أدت إلى مقتل أمي».وصرح الزوجان لأحد المواقع الإلكترونية بأنهما لم يعودا جزءاً من «الروتا الملكية»، وهو النظام الذي يعد اتفاقاً بين القصر والصحافة؛ بحيث تقوم المؤسسات الإخبارية بالتناوب بتغطية الأحداث، ومشاركة الصور والنصوص والفيديوهات مع الوسائل الإعلامية الأخرى المشتركة فيه.وبدلاً من ذلك، سيدعو الزوجان وسائل إعلام «متخصصة» و«شعبية» و«موثوقة» إلى الأحداث التي تخصهما.وقال السكرتير الصحفي السابق للملكة إليزابيث ديكي أربيتير: إن نهج الزوجين كان «تعاقبا على فعل الأشياء بطريقتهما الخاصة، وهي طريقة خاطئة».وحالياً، يتم تمويل مصاريف هاري وزوجته من دخل الأمير تشارلز الخاص الذي يحصل عليه من العقارات التي تملكها المملكة.وقال مراسل «بي بي سي» الملكي السابق بيتر هانت: «إن أفراد العائلة المالكة يعتقدون أن بإمكانهم كسب الأموال من خلال مهنة جانبية و"دائماً ما كان ينتهي الأمر بالخسارة".
مشاركة :