بدأت منذ قليل، في دار ميريت للنشر، فعاليات حفل توقيع وإطلاق كتاب "مذكرات الدكتور مصطفى الحفناوي وخلفيات تأميم قناة السويس"، وذلك بحضور نخبة من المتخصصين ورموز الوسط الثقافي المصري.ويناقش الكتاب كل من الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور محمد عفيفي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الأسبق وأستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، بحضور محرر المذكرات الدكتور على الحفناوي، نجل الراحل الكبير مصطفى الحفناوي.وقال الدكتور على الحفناوي، محرر المذكرات، إن الكتاب يتناول حدثا هاما في التاريخ المصرى الحديث، وهو تأميم قناة السويس، فقد كان تأميم الشركة العالمية لقناة السويس، بصفتها أصلا شركة مساهمة مصرية، حدثا عالميا كاد يؤدى لقيام حربا نووية عالمية، حيث تآمرت كل من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل لشن هجوما عسكريا على مصر بنهاية عام 1956، مما دفع الاتحاد السوفيتي للتهديد بإلقاء قنابل نووية على كل من باريس ولندن.وأضاف: في ظل المرحلة السابقة لتلك الأحداث، كان لمجهود رجل بمفرده، مصطفى الحفناوى، وخلال سنوات طويلة، دورا أساسيا للإعداد لتأميم القناة، قناة مصر، مقتحما معارك قانونية وسياسية على المستوى الدولى في كل من مصر وفرنسا وعدة دول. وظل متماسكا رغم الصعوبات والتحديات ورغم الحرب التي شنت ضده، مكافحا من أجل قضية وطنه الأولى، وهو ما جعل منه رجل المهمة السرية الذى قام الرئيس عبد الناصر بعدها بسنوات بتكليفه بصياغة قرار التأميم، الذى أعلنه للعالم في خطاب شهير يوم 26 يوليو 1956.وفى إطار تلك المذكرات التي جمعها ونشرها الدكتور على الحفناوى، يتحدث الكاتب عن قصة الحياة التي قادت فلاحا منذ كان طفلا فقيرا بقرية من قرى دلتا النيل إلى مدرجات السوربون في باريس مرورا بأرشيف شركة القناة بشارع أستورج في العاصمة الفرنسية، حتى يتمكن من اثبات حقوق وطنه القانونية في استعادة قناتها.ويقول الدكتور الحفناوي: في هذا الكتاب، سيرى بعض القراء قصة مثيرة لا تقل عن أعظم الروايات البوليسية، في حين سيرى البعض الآخر قمة كفاح العالم الثالث للتخلص من استعمار القرن التاسع عشر والانتقال إلى عصر الاستقلال. إنه كفاح قام به رجلا مستندا إلى القانون الدولى وقواعده بعيدا عن الغوغائية السياسية.وصدر الكتاب اليوم في 187 صفحة من القطع المتوسط عن دار ميريت للنشر بالقاهرة، بغلاف للفنان محمد ناجي الشناوي، وتكشف المذكرات الكثير من الأسرار عن خلفيات تأميم قناة السويس، وكواليس الأحداث التي دارت في عهد الرئيس عبد الناصر عام 1956م.