كشفت السلطات الإيرانية، أمس، أن الطائرة الأوكرانية التي تحطّمت قرب طهران، وعلى متنها 176 شخصاً، استدارت للعودة نحو المطار بعيد إقلاعها إثر مواجهتها «مشكلة»، وأن النار نشبت فيها، قبل سقوطها، بينما انضم خبراء أوكرانيون إلى التحقيق وأكدت كييف أنها لا تستبعد ضربة صاروخية أو عمل إرهابي كأسباب للحادث في وقت رجح مسؤولون أمريكيون، سقوط الطائرة بسبب صاروخ إيراني مضاد للطائرات، روسي الصنع. ونقلت صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، عن مسؤولين في «البنتاجون» أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران، أسقطها نظام صاروخي إيراني مضاد للطائرات، واعتبرا الحادث «عرضياً». وقال المسؤولان: نرجح إسقاط الطائرة بنظام صاروخ أرض - جو من طراز «روس إم - 1» روسي الصنع. ويأتي التصريح الأمريكي، بعدما أعلنت طهران سابقاً رفضها تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى السلطات الأمريكية، وفي وقت يشهد توتراً بين واشنطن وطهران عقب توجيه طهران هجمات صاروخية، قبل أيام، نحو قواعد أمريكية في العراق. من جهتها، نشرت منظمة الطيران المدني الإيرانية، نتائج تحقيقاتها الأولية عن الحادث، أمس، وأوضحت أن الطائرة الأوكرانية أقلعت عند الساعة 2,40 ت غ من مطار الخميني في طهران، متجهة إلى مطار بوريسبيل في كييف. واختفت عن شاشات الرادار بعد دقيقتين من تحليقها عندما بلغت ارتفاع ثمانية آلاف قدم. ولفت التقرير إلى أن «الطيار لم يبعث بأي رسالة بشأن ظروف غير طبيعية»، وأنه «بحسب شهود العيان شوهد حريق بالطائرة، ازدادت حدّته». وأوضحت المنظمة، أن «الطائرة التي كانت تتجه في البداية غرباً للخروج من منطقة المطار، استدارت إلى اليمين بعدما واجهت مشكلة وكانت تتوجه للعودة إلى المطار» عند تحطمها فوق متنزه في مدينة شهريار. وأكّدت المنظمة أنها استمعت لأقوال شهود على الأرض وآخرين كانوا على متن طائرة تحلّق فوق الطائرة الأوكرانية عند وقوع الحادث. وأعلنت طهران أنها سلمت نتائج تحقيقاتها الأولولية إلى عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وكندا والسويد وأكرانيا.وكان غالبية الضحايا من إيران أو من الإيرانيين المقيمين في كندا. وصُفّت أكياس الجثث على الأرض، بينما تناثرت أغراض الركاب الشخصية، بينها حقائب وملابس وسط الحطام. وأعلن الحداد أمس، في أوكرانيا، وبحسب خارجيتها، فإن الطائرة كانت تقل 82 إيرانياً، و63 كندياً، و10 سويديين، وأربعة أفغان وثلاثة بريطانيين. وكان هناك 11 أوكرانياً على متنها، تسعة منهم أفراد الطاقم. ووصل، نحو 45 خبيراً في مجال الطيران ومسؤولاً أمنياً أوكرانياً، إلى طهران للمشاركة في التحقيق، بما في ذلك قراءة البيانات الواردة على الصندوقين الأسودين اللذين عثر عليهما في موقع الكارثة. وقال مسؤول أمني، إن المحققين ينظرون في سبع فرضيات محتملة بشأن الحادث. وأفاد وزير مجلس الأمن القومي في أوكرانيا أوليكسي دانيلوف، أن الفرضيات الحالية تشمل أعطالاً تقنية، وعملية مدبّرة، واصطداما بجسم آخر في الجو، وصاروخاً من منظومة إيران الدفاعية، وانفجار محرّك ناجم عن عطل تقني، وانفجاراً على متن الطائرة جرّاء «عمل إرهابي».وقال دانيلوف، إنه لا سبب لديه حتى اللحظة للاعتقاد بأن الطائرة تعرّضت لضربة صاروخية. وأوضح رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده، إنه يمكن للأوكرانيين المشاركة في التحقيق، لكنه تدارك «لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنّع (بوينج) والأمريكيين»، وبحسب الشركة الأوكرانية التي علقت رحلاتها إلى طهران، فإن طائرة بوينج 737 المنكوبة التي صنعت في 2016 خضعت قبل يومين إلى فحص تقني. وطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ب«تحقيق معمق» بشأن الكارثة الأكثر دموية التي تطال كنديين منذ الاعتداء على طائرة بوينج 747 التابعة ل«إر انديا» العام 1985 والتي قتل فيها 268 كندياً. (وكالات)
مشاركة :