واشنطن – الوكالات: أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس عن «شكوك» بشأن أسباب تحطم طائرة الركاب الأوكرانية بعد إقلاعها من طهران فجر الأربعاء، فيما أعرب مسؤولون أمريكيون عن قناعتهم بأن الطائرة أسقطت بطريق الخطأ وفق ما نقلت وسائل إعلام عنهم. وقال ترامب ردا على أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض حول حادث التحطم الذي أوقع 176 قتيلا قرب طهران «لدي شكوكي». وأضاف «لدي شعور بأن شيئا رهيبا حدث». ووقعت الكارثة بعد قليل على إطلاق طهران صواريخ على قواعد يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق. وقال ترامب إن الطائرة «كانت تحلق في أجواء صعبة للغاية وكان من الممكن أن يرتكب شخص ما خطأ»، مضيفا «يقول البعض إنه كان (عطلاً) ميكانيكيا. أنا شخصيا لا أعتقد أن هذا أصلا ممكن». ونقلت مجلة نيوزويك ومحطتا سي بي إس وسي إن إن عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم قولهم إنهم يزدادون ثقة بأن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أسقطت الطائرة بطريق الخطأ، بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية والرادار والبيانات الإلكترونية. من جهتها أعلنت السلطات الإيرانية أمس أن الطائرة كانت في طريق العودة إلى المطار بعد مواجهتها «مشكلة»، قبل أن تسقط قرب بلدة شهريار غرب العاصمة. وردت السلطات الإيرانية على ما وصفته بـ«شائعات» تحدثت عن تعرّض الطائرة الأوكرانية لصاروخ، مؤكدة أن مثل هذه المعلومات «لا معنى» لها. وقال بيان نشر على موقع وزارة النقل الإيرانية إنّ «عدة رحلات داخلية وخارجية كانت محلقة في الوقت نفسه في الأجواء الإيرانية وبنفس الارتفاع، 8 آلاف قدم، وإنّ رواية تعرض الطائرة لضربة صاروخية لا يمكنها أن تكون صحيحة على الإطلاق». وأضاف البيان نقلا عن علي عبدزادة رئيس هيئة الطيران المدني الإيراني ونائب وزير النقل، أنّ «هكذا شائعات لا معنى لها». وقال المسؤول الإيراني عن الصندوقين الأسودين اللذين عثر عليهما الأربعاء، إنّ «لدى إيران وأوكرانيا القدرة على تحميل المعلومات» التي يحملها الصندوقان. ولكنه استدرك بالقول «لو كانت ثمة ضرورة إلى اتخاذ تدابير أكثر تخصصا لاستخراج معلومات وتحليلها، فبإمكاننا القيام بها في فرنسا أو دولة أخرى». وكانت وكالة مهر القريبة من المحافظين في إيران، نقلت الأربعاء عن عبدزادة أنّ إيران «لن تسلم الصندوقين الأسودين إلى الأمريكيين». ومن دون نفي ذلك صراحة، رفض البيان أمس «الشائعات حول ممانعة إيران تسليم الصندوقين الأسودين للولايات المتحدة». ولا شيء يجبر إيران رسميًا على تحليل المعطيات في الولايات المتحدة، غير أنّه بإمكان كل دولة تفتقر للقدرات التقنية في المجال، طلب ذلك من عدد قليل من الدول القادرة على إتمام المهمة (الولايات المتحدة، ألمانيا وفرنسا، بشكل خاص). وبحسب العناصر الأولية للتحقيق الذي تجريه هيئة الطيران المدني الإيرانية، فإن الطائرة الأوكرانية التي تحطّمت بعد وقت قليل من إقلاعها من طهران، كانت في طريق العودة إلى المطار بعد مواجهتها «مشكلة» واندلاع حريق على متنها. وأسفرت المأساة عن مقتل 176 شخصا، ووقعت في ظل تصاعد التوتر بشكل خطير بين طهران وواشنطن، وبعد ساعات قليلة من إطلاق إيران صواريخ باتجاه قواعد تستخدمها القوات الأمريكية في العراق. برغم ذلك، فإن لا شيء يشير حتى الآن إلى أنّ الحدثين مترابطان، فيما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر الأربعاء من «التكهنات». وطلب مساعد وزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا أمام مجلس الأمن الدولي الخميس «دعما غير مشروط» للخبراء المكلفين التحقيق حول تحطم طائرة الركاب الأوكرانية فجر الأربعاء في طهران. وقال كيسليتسيا خلال اجتماع حول موضوع الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، «أُزهقت 176 روحا بريئة»، مضيفا أن «ظروف هذه الكارثة لم تتضح بعد. يعود الآن للخبراء أن يحققوا ويجدوا أجوبة حول مسألة معرفة من تسبب بحادث التحطم. يجب من أجل ذلك أن يتلقى خبراؤنا دعما غير مشروط في تحقيقهم».
مشاركة :