مع الأجواء الشتوية الدافئة، تكشف الحديقة المضيئة في عامها الخامس عن زينتها، وأنوارها الزاهية، التي جعلت منها وجهة للزوار، لما تضمه من محطات ترفيهية واسعة على امتداد 160 ألف متر مربع من حديقة «زعبيل ب» في دبي، تتوزع فيها مختلف أنواع الحدائق الفريدة والمميزة في فكرتها وتصميمها المبتكر، فالزائر يمكن أن يستكشف الكثير من المعالم المتميزة في زيارة واحدة لهذه الحديقة التي حملت شعار العودة إلى الطبيعة، فيعيش الزائر إثارة حقيقية، بصحبة الحيوانات المتوهجة في كل مكان، والتي تتضمن 500 من الأشكال والتصاميم المضيئة والتي تحولت إلى محتوى هام لمحبي التصوير. ويمكن مشاهدة الكثير من التفاصيل الغنية ولوحات تعبيرية تصور رحلة هجرة الحيوانات البرية وما تتميز به من بيئة، إلى إكليل الزهور الزاهية التي تتألق بها أرض الزهور في هولندا، فيما تبرز المعالم التي تشتهر بها دولة الإمارات، من برج خليفة، إلى جامع الشيخ زايد الكبير، والكثير من المحطات المختلفة التي تقود الزائر، في رحلة خيالية، واللافت في هذه الحديقة أنها قائمة على نظام الاستدامة البيئية، رغبة في التقليل من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، بالاستعانة بتقنية التدوير التي تنتهجها بلدية دبي. وتبرز في الحديقة منتزهات منوعة تشكل مجموعة من الحدائق والمحطات الغنية في تفاصيلها، منها حديقة المنحوتات الجليدية والأشكال المضيئة، وحديقة الديناصورات التي تقدم عرضا رائعا بمشاركة أكثر من 100 ديناصور متحرك، مع مجموعة من الإضافات المبتكرة، وكما يمكن أن يتعرف الزوار على دورة حياة الديناصورات من خلال مختبر يعرض مراحل ولادة الديناصورات، فضلاً عن وجود متحف يضم مجموعة من الهياكل العظمية، بالإضافة إلى عرض المرحلة التاريخية لانقراض هذه الحيوانات. وللمزيد من التشويق والخداع البصرية، قدمت الحديقة 25 تصميماً من الأشكال واللوحات الهندسية، لتزيد بهجة الزوار وتلبي رغبتهم في الاستمتاع بتلك المغامرات البصرية والحسية. وتبدأ هذه المغامرة من الرابعة عصرا إلى العاشرة مساءً، وتزداد ساعات الزيارة في نهاية الأسبوع، لمزيد من تفاعل الصغار والكبار مع ما تقدمه الحديقة من إضاءات بديعة، تجسدها مجموعة مختلفة من المجسمات والأشكال المستمدة من الطبيعة بكافة صورها. ويقول عمر أحمد «أحد الزوار»: تتألق الحديقة في المساء بألوانها الزاهية، التي أصبحت عامل جذب لدى الكثير من الزوار، الذين يرغبون في التقاط الصور، وتحسس مدى جمال وتمازج الألوان وانعكاسها على سطح البرك المائية، لنعيش لحظات خيالية حالمة في ربوع هذه الحديقة التي أصبحنا ننتظرها في كل عام، نظراً لارتباطها فقط بالفترة الشتوية من السنة، مما يجعلنا حريصين على زيارة الحديقة والاستمتاع بمناظرها الليلية. أما خولة محمد التي تحرص على أن تجلب عائلتها كل عام لزيارة الحديقة المضيئة فقالت: أبهرتنا هذه الحديقة التي خرجت عن المألوف وقدمت حدائقها بمزيد من الابتكار، فعدا عن الأشكال والمجسمات الساطعة بألوانها الزاهية، التي تأخذنا إلى التوغل في رؤية الكثير من الصور والمشاهد التي تأخذنا تارة إلى عالم الخيال وقصص الأطفال، وتنقلنا تارة إلى الحياة الواقعية، بمعالم معمارية مصغرة تجلت بكل دقة في ثنايا الحديقة، والجميل أيضاً هي ما تحتويه الحديقة أيضاً من العلوم والمعرفة التي يمكن أن تثري عقل الأطفال وتزيدهم معرفة في عالم الكائنات الحية. وتؤكد أحلام سعيد أن أطفالنا منبهرون بالإضاءة التي تشكل بها عالمهم وخيالهم الجميل فمن عالم الفراشات والزهور، إلى حكايات الضفادع الموسيقية، ومملكة النمل والنحل وعالمهم النشط، والكثير غيرها من عوامل الحيوانات المختلفة، إلى جانب أخذهم في رحلة علمية مثيرة لعالم الديناصورات التي تثير فضول الأطفال في معرفة الكثير عن هذا الكائن البدائي. وأشار أحمد عبدالله إلى أن الحديقة هي مساحة للترفيه والمتعة وقضاء وقت جميل مع الأهل في ربوعها، ووجود هذه الأضواء الخلابة، إضافة جديدة ومختلفة، تجعل الدقائق فيها مثيرة وشيقة، فعندما ندخل البوابات المضيئة الواسعة التي تقودنا لاستكشاف المزيد من المحطات الغنية بالكثير من الأشكال الهندسية، والمجسمات المضيئة، إنما تحفزنا لالتقاط الصور وجعل الرحلة ذكرى جميلة، والحديقة واسعة جداً ومليئة بالكثير من الأعمال الفنية، فأحياناً يصعب علينا رؤيتها كلها في يوم واحد، لذا نكرر الزيارة من حين إلى آخر. وعلق راشد جمعة على أن الحدائق أصبحت في هذا الوقت من السنة، وجهة هامة للأسر، التي تبحث عن الاستجمام والراحة في مساحات خضراء هادئة، والحديقة المضيئة لها لذة أخرى، تشعل النشاط في الأطفال وتحفزهم على التنقل والاستمتاع بمناظر الإضاءات المثيرة التي بكل تأكيد، تجعل الأطفال والكبار يعيشون في متعة خاصة.
مشاركة :