مدحت العدل: العمل يحمل حبكة درامية شيقة ومختلفة عما قدمه عبدالقدوس بأحداث الفيلمتذخر السينما المصرية بالعديد والعديد من الأعمال الفنية التي استطاعت أن تكون علامة فارقة في تاريخها، ومهما مر عليها من عمر يزداد رونقها ويرتفع ثمنها كقطع لآلئ النادرة، وعند رصد تلك الأعمال نجد أن فيلم «حتى لا يطير الدخان» له طابع مشرق خاص، يشع نوره كلما تحدثنا عن التميز.عام ١٩٨٤ كان شاهدًا على ميلاد ذلك العمل الفنى الضخم الذى كتبه الرائع إحسان عبد القدوس وأخرجه أحمد يحيى، وجسد بطولته الفنان الكبير عادل أمام بصحبة الكبيرة سهير رمزي وغيرهما، والذين شكلوا توليفة لا تتكرر لرواية عطية تدور أحداثها حول شاب مجتهد ويدرس الحقوق وكان مرشحا للنيابة ولكنه رفض العمل في الحكومة واتجه إلى الأعمال الحرة وعمل في المحاماة ولكنه في نفس الوقت كان يتاجر في المخدرات وترشح لمجلس الشعب وانتخب عضوا في البرلمان وكسب المال والسلطة في وقت قصير جدا حتى إنه قد اشترى من أصحابه كل ما يملكونه انتقاما منهم ولكنه سرعان ما أصابه مرض البلهارسيا، ما أثر على صحته وفى نهاية الفيلم يتزوج من سنية وتنتهى الأحداث بوفاته إثر هزيمة المرض له.وتفاجأت الساحة الفنية منذ أيام قليلة بإعلان المؤلف الكبير دكتور مدحت العدل، بإعادة تقديمه لتلك الرواية على هيئة عمل درامى يخوض به الموسم الرمضانى المقبل، يحمل نفس الاسم يجسد بطولته الفنان مصطفى شعبان، الأمر الذى أثار جدلا واسعًا بالأوساط الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي، حول الاختلاف الذي سيتناوله العمل الدرامي، وأسباب اختيار العدل لتلك الرواية على وجه الخصوص.خاصة أن عائلة العدل هى من تتولى العمل برمته فلم يكتف الدكتور جمال العدل بكتابة العمل فحسب بل تفاجأ الجميع بأن العمل من إنتاج جمال العدل وإخراج: محمد العدل، الأمر الذي يبرهن على حماسهم الكبير وثقتهم في تقديم عملًا فنيًا مختلف وناجح.ومن جهته أكد الكاتب مدحت العدل أن العمل يحمل حبكة درامية شيقة ومختلفة بشكل كبير عما قدمه عبدالقدوس بأحداث الفيلم الذي حقق نجاحًا مذهلًا، شجعه على تقديم العمل مجددًا بشكل درامي، يشارك بموسم قوى ينتظره الجميع بشغف كبير، ويتصارع فيه كبار النجوم.وأشار في تصريحات صحفية إن قصة الرواية أعطته مساحة كبيرة لعمل تغيرات كبيرة كأخذه لحقبة زمنية مختلفة وسط تغيرات كبيرة يشهدها عصرنا الحالى.ويبدو أن اختيار شعبان لتجسيد ذلك العمل لم يكن صدفة، فإلى جانب أدائه المميز وكاريزمته الكبيرة، فيبدو أن نجاحه في مسلسل «العار» الذى حقق نجاحًا مبهرًا، وكان مختلف بشكل كبير عما قدم سابقًا بالفيلم الذى حمل نفس الاسم، خلافًا عن أدائه المميز الذى اختلف عن أداء الفنان الكبير الراحل نور الشريف، كان سببًا في اختياره لتجسيد مثل هذه الأدوار.ويبدو أن المسلسل سيكون بداية جديدة لتركيز الكتاب على إعادة معالجة الروايات والأعمال السينمائية البارزة، وتقديمها بأعمال درامية تعيد إحيائها ونقلها بصورة جديدة تناسب فكر الأجيال الجديدة، وتعرفهم على تاريخنا الفني المشرق.
مشاركة :