«عبقرية بيب» تفجر موهبة سترلينج

  • 1/10/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتكامل المنظومة التدريبية في الأندية العالمية الكبرى، بوجود عناصر مختلفة المهام، حيث إن الاهتمام بالجوانب الفنية وحدها لا يكفي، لأن النظم البدنية والغذائية تكمل عمل الجهاز الفني، ولا يمكن الاستغناء عنها، وأُضيف جانب الدراسات النفسية إلى منظومة الكرة الحديثة منذ سنوات طويلة، نظراً لتعرض النجوم إلى الكثير من الضغوط، داخل وخارج ميدان اللعب، لكن يبقى للمدرب صاحب الشخصية الفريدة، القادر على التعامل النفسي الصحيح مع لاعبيه، ميزة خاصة، لأنه قادر دائماً على بث الحماس في نفوس لاعبيه، ودفعهم لتقديم أفضل أداء، وإنهاء حالات الإحباط التي قد يمرون بها في فترات سابقة، ليحمل رتبة طبيب نفسي، تُضاف إلى قدراته التدريبية. ويعتبر الإيطالي أنطونيو كونتي المثال الأبرز في الفترة الحالية، بعدما أحدث ثورة كروية حقيقية داخل جدران قلعة الأفاعي، وفجر المواهب الشابة، وأعاد التوهج لبعض النجوم، ممن ظن كثيرون أن خفوتهم سيستمر وينهي مسيرتهم الكروية سريعاً، وبالطبع يُعد الدبابة البلجيكي، روميلو لوكاكو، مشروع كونتي الناجح في إنترناسيونالي هذا الموسم، حيث إنه بعد حالة من التخبُّط والإحباط، التي طاردت لوكاكو في العامين الأخيرين، مع مانشستر يونايتد، خاصة على مستوى «البريميرليج»، الذي كان ينافس فيه على لقب الهداف خلال موسم 2016/2017 مع فريقه الأسبق، إيفرتون، برصيد 25 هدفاً آنذاك، تراجع معدل الهداف الدولي التاريخي لمنتخب بلجيكا، ليكتفي بإحراز 16 هدفاً في موسمه الأول بالدوري مع يونايتد، ثم 12 هدفاً في النسخة الماضية، وبمتوسط لم يتجاوز 0.5 هدف في كل مباراة خلال مختلف البطولات مع الشياطين الحُمر، ليرحل العملاق البلجيكي إلى «سيري آ»، في خطوة تسببت في إهانات كثيرة له من قبل جماهير يونايتد، لكن كونتي نجح في إزالة غبار تجربة أولد ترافورد السيئة عن الجوهرة السمراء، حسب وصفه، وانطلق صاحب الـ 190 سنتيمتراً بسرعة الصاروخ، ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري الإيطالي، برصيد 14 هدفاً، متفوقاً على الأسطوري البرتغالي، كريستيانو رونالدو، بفارق هدف واحد، ورفع لوكاكو رصيده إلى 16 هدفاً مع «النيرآتزوري» خلال 23 مباراة، في مختلف البطولات، بمعدل 0.7 هدف كل مباراة، وهو ما دفع كونتي للسخرية من هجوم جماهير يونايتد ضد لوكاكو في بداية الموسم، في تصريحات تناقلتها «ذا صن» و«مترو»، الإنجليزيتان، قبل يومين. وإذا كان الألماني، يورجن كلوب، يأتي على رأس قائمة الأسباب التي وضعت الفرعون المصري، محمد صلاح، في مصاف كبار نجوم الكرة في العالم، بجانب منظومة ليفربول الإدارية الناجحة في الحقبة الحالية، إلا أن صلاح أكد في كثير من تصريحاته، أن الإيطالي لوتشانو سباليتي، كان له الفضل الأكبر في انتشاله من حالة الإحباط، التي خلفتّها تجربة النجم المصري مع تشيلسي الإنجليزي، في عهد «سبيشال ون»، وقال صلاح إن سباليتي ساعده على المستويين، النفسي والفني، من حيث التغيير الكبير والنضج في شخصيته، بجانب تحسن الجانب الدفاعي في أدائه، وتطور مستواه العام، وهو ما دفع المدرب الإيطالي للقول بأن صلاح لا يملك حدوداً لأحلامه وطموحه الكروي، ويُذكر أن صاحب الكرة الذهبية الأفريقية في العامين الماضيين، ووصيف النسخة الأخيرة، أحرز هدفين فقط خلال 19 مباراة مع البلوز خلال موسمين كاملين، وهو ما دفعه للرحيل معاراً إلى فيورنتينا، ثم روما، لكن تولّي سباليتي مهمة تدريب الذئاب في منتصف يناير 2016، قلب حياة صلاح رأساً على عقب، حيث انطلق بأهدافه ليدخل قائمة أفضل 10 هدافين في «سيري آ»، ويصبح هداف الفريق في موسم 2015/2016، برصيد 15 هدفاً في جميع البطولات، ثم رفع رصيده إلى 19 هدفاً في الموسم التالي، الذي قاد خلاله «جيالوروسي» إلى مركز الوصيف في الدوري، بعدما صنع أيضاً 11 هدفاً بتمريراته الحاسمة، وبالطبع كان هذا التألق تحت قيادة سباليتي، الدافع الأول لحصول ليفربول على خدمات النجم المصري، في موسم 2017/2018، مقابل رقم قياسي وقتها، بلغ 42 مليون يورو! ويعترف الجميع أن العبقري، بيب جوارديولا، أحدث ثورة تكتيكية في الكرة الإنجليزية، خلال المواسم الماضية، ووضع السيتي فوق القمة الأوروبية، لأصحاب الأداء الهجومي الممتع، وحصد البطولات المحلية في إنجلترا بصورة لم تتكرر كثيراً في سنوات سابقة، لكن نجم الأسود الثلاثة، رحيم ستيرلنج، يدين للمدرب الإسباني بأكثر من ذلك، بعدما كشف الغطاء عن موهبته الفذة، ورفع من معدلاته التهديفية بنسب لم يسبق لها مثيل في مسيرة ستيرلنج، وقاده ليكون أبرز نجوم منتخب بلاده في الفترة الأخيرة، وقبل تولي بيب مهمة تدريب البلومون، لم يتجاوز رحيم حاجز الـ 11 هدفاً في مختلف البطولات بقميص السماوي، وقبلها كان ذات المعدل هو الأفضل له مع ليفربول، لكن جوارديولا، الذي أطلق العنان لموهبة ميسي ورفاق «لاماسيا» الصغار، قبل 12 عاماً، أعاد اكتشاف ستيرلنج، ليقفز بمعدلاته نحو أكثر من الضعف، حيث بلغ رصيده في موسم 2017/2018, 23 هدفاً في جميع البطولات، زادت إلى 25 في الموسم التالي، وها هو يحرز حتى الآن 20 هدفاً خلال 30 مباراة، بالمعدل الأفضل على الإطلاق في مسيرته، بواقع 0.66 هدف كل مباراة، من المتوقع أن تزيد مع توالي مباريات هذا الموسم.

مشاركة :