صمد أتلتيكو مدريد، أمام المد الكتالوني الجارف على مدى 80 دقيقة وانتظر آخر عشر دقائق لقلب الطاولة على برشلونة والفوز عليه 3-2، في مباراة حماسية وجماهيرية ضمن نصف نهائي الكأس السوبر الإسبانية في كرة القدم، على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة» في مدينة جدة السعودية.ويلاقي أتلتيكو مدريد في النهائي، غداً الأحد، جاره اللدود ريال مدريد والذي كان فاز الأربعاء على فالنسيا 3-1.وافتتح كوكي التسجيل لأتلتيكو في الدقيقة 46 خلافاً للمجريات التي شهدت سيطرة مطلقة لبرشلونة في الشوط الأول وبلغت نسبة سيطرته نحو 70%، ثم قلب الأرجنتيني ليونيل ميسي (51) والفرنسي انطوان غريزمان (62) الأرقام لتصبح 2-1، لكن أتلتيكو سجل ثنائية قاتلة عبر الفارو موراتا (81 من ركلة جزاء) والأرجنتيني انخل كوريا (86) وضعته في النهائي. وقال الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو: «برشلونة فريق كبير على المستوى العالمي، ويجب أن نعمل في كل يوم لمنافسة الأندية الكبرى. الشوط الأول كان صعباً كثيراً، لكن في آخر ربع ساعة قدم لاعبو فريقي كل طاقتهم وبحثوا عن الفوز». ولعب حارس أتلتيكو السلوفيني يان أوبلاك، دور البطولة وأنقذ كرات عدة صعبة من ميسي وغريزمان ولويس فيجو، كما أن حكم تقنية الفيديو «الفار» عاند برشلونة وألغى له هدفين، عبر الرائع ميسي وبيكيه. كما رفض «الفار» والحكم منح ركلة جزاء ثانية لأتلتيكو إثر لمسة يد على بيكيه.وقال غريزمان الذي سجل أمام كل الأندية الإسبانية ال36 التي واجهها: «كانت لياقتهم أفضل منا في النهاية. يجب مشاهدة المباراة والعمل كي نتحسن. ارتكبنا الكثير من الأخطاء في جميع المجالات، في التمرير... هذه تفاصيل صغيرة تجعلك تخسر المباريات». سيناريو غريب وكان «سيناريو» المباراة غريباً؛ حيث لم يستحق برشلونة الخسارة بهذا الشكل، لاسيما أنه كان صاحب كلمة مسموعة على مدى 80 دقيقة، وتألق ليونيل ميسي بشكل لافت ونال آهات 60 ألف متفرج احتشدوا في ملعب «الجوهرة» وشجعوا بأكثيرتهم الساحقة برشلونة وميسي.لكن أتلتيكو، استغل الأخطاء الكارثية لدفاع برشلونة ووجود مساحات في قلب الدفاع وعدم وجود تفاهم بين بيكيه وأومتيتي الذي لعب بديلاً للونغليه ليسجل هدفين متأخرين في لحظات مجنونة.وعنونت صحيفة «ماركا» المدريدية متحدثة عن «السيناريو» المثير للمباراة: «نهاية الجنون.. عودة بطولية لأتلتيكو ليبلغ نهائي كأس السوبر أمام ريال مدريد».ومن جانبها، عنونت صحيفة «سبورت» الكتالونية بكلمة واحدة: أمر لا يمكن تفسيره.وانتقدت صحيفة كتالونية أخرى هي «موندو ديبورتيفو» دفاع برشلونة، وقالت إن فريق المدرب كان متفوقاً على أتلتيكو، لكن هشاشة الدفاع قتلت برشلونة أمام أتلتيكو الذي لم يصل إلى الحارس نيتو إلا 6 مرات جميعها هددت المرمى، وأسفرت عن 3 أهداف.وأوضحت أن الأزمة الدفاعية لم تظهر فقط في السوبر، لكنها تبرز بشدة في الليجا، بعد أن أنهى الفريق الدور الأول مستقبلًا 23 هدفاً، ليكون الدفاع الحالي لبرشلونة هو الأسوأ في آخر 15 عاماً.وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن برشلونة تلقت شباكه خمسة أهداف في أول مباراتين في عام 2020، مذكرة بالهدفين في مباراة إسبانيول والتي حملت نفس «السينارو» بعدما كان برشلونة متقدماً 2-1 ثم خرج متعادلاً بخطأ في التغطية الدفاعية.انتقاد فالفيردي وتعرض المدرب فالفيردي لانتقادات كثيرة، وهتف الجمهور الكبير في مدرجات «الجوهرة» بجدة ضده، بينما رأى نقاد أن برشلونة يجب أن يكون متحفظاً دفاعياً عندما يكون متقدماً ولم يبق من المباراة سوى 10 دقائق، لكن استمرار الهجوم وترك الدفاع كما كان الوضع عليه يعد انتحاراً. وذهبت بعض وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن فالفيردي، سيتعرض للإقالة حتماً، لكن المدرب وجد مساندة من الإدارة واللاعبين الكبار في الفريق.وقال المهاجم لويس: لم يكن للمدرب فالفيردي أي ذنب في خسارتنا، فما حدث يعود لأخطائنا، وعلينا القيام دائماً بالنقد الذاتي، والتعلم من الأخطاء المرتكبة كما يجب، والسير قدماً».من جهته، قال ميسي: أردنا التأهل إلى النهائي، وكنا نريد الفوز، لكننا قدمنا صورة مختلفة تماماً عما كنا نفعله في الملعب، مقارنة بالمباراة الأولى هذا العام ضد إسبانيول، نحن لعبنا أمام أتلتيكو مباراة رائعة، ولسوء الحظ لم ننتصر».وحول المدرب قال: لدينا ثقة في فالفيردي، وما زلنا نعمل ونحاول التحسن، والآن سيكون لدينا المزيد من الأيام للتحضير للمباراة المقبلة.وتابع: ندرك أننا لم نفعل الأشياء كما نرغب، وهذا العام سوف نحاول مواصلة السير في طريقنا، وألاّ نرتكب أخطاء الأطفال التي ارتكبناها أمام أتلتيكو.