أفادت خبيرتان في المجلس الأطلسي الأميركي بأن من غير المتوقع أن تشهد أسواق النفط ارتفاعاً يفوق 70 دولاراً خلال الفترة الراهنة، موضحتين أن أسواق النفط لم تتفاعل مع تصاعد التوترات في المنطقة، ولم يحدث ارتفاع كبير في أسعار النفط. وأكدتا أن الولايات المتحدة تؤمِّن جانباً من احتياجاتها للنفط حالياً، لكن أمامها 20 عاماً تقريباً للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من النفط. جاء ذلك في جلسة نقاشية، نظمها المجلس الأطلسي، أمس، تناولت التطورات الجيوسياسية، وقضايا الطاقة، والأمن الإقليمي، على هامش انطلاق فعاليات منتدى الطاقة العالمي الرابع 2020 في أبوظبي، أمس، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وينظم المنتدى، الذي يستمر ثلاثة أيام، المجلس الأطلسي الأميركي، بالتعاون والشراكة مع وزارة الطاقة والصناعة، وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، ومبادلة للاستثمار، وشركة «نفط الهلال»، ومقرها في الشارقة، بصفتها رئيساً بلاتينياً مشاركاً. ارتفاع الأسعار وتفصيلاً، قالت زميل أول بالمجلس الأطلسي رئيس مجلس إدارة «ترانسفيرسال للاستشارات»، الين والد، إن «من غير المتوقع أن تشهد أسواق النفط ارتفاعاً يفوق 70 دولاراً للبرميل خلال الفترة الراهنة»، موضحة أن «أسواق النفط لم تتفاعل مع تصاعد التوترات في منطقة الخليج، ولم يحدث ارتفاع كبير في أسعار النفط، نظراً لأنه لا توجد تهديدات حقيقية وشيكة بحدوث حرب في المنطقة». وأضافت أن «من غير المتوقع حدوث تذبذب كبير أو ارتفاع أو انخفاض كبيرين في أسعار النفط خلال الفترة الراهنة، حيث إن السوق تشهد زيادة أو نقصاً في العرض والطلب بشكل محدود، يدور حول 4 أو 5%»، مشيرة إلى أن أسعار النفط قفزت نحو 10 دولارات في بداية الأزمة، ثم عاد السعر للانخفاض مرة أخرى. المدى القصير ونوهت والد بأنه لا يوجد تأثير حالياً على المستهلكين للنفط جراء الأزمة، وتدور أسعار النفط على المدى القصير حول 60 إلى 70 دولاراً للبرميل، ولو صعدت إلى ما يراوح بين 80 و100 دولاراً للبرميل، سيعني ذلك وجود ضغوط جيوسياسية كبيرة تخيّم على المنطقة. ولفتت إلى أنه يمكن في حالة زيادة الطلب أن تحدث زيادة في الإنتاج، بخلاف ما كان يحدث سابقاً، مشيرة إلى أن العراق تلبي جانباً من احتياجات النفط الخاصة بالولايات المتحدة في الوقت الراهن، خصوصاً بعد استبعاد فنزويلا، نظراً لوجود عقوبات اقتصادية عليها. وبيّنت أن الولايات المتحدة تؤمِّن جانباً من احتياجاتها ذاتياً حالياً، وأوضاع السوق تختلف جذرياً عن الأوضاع خلال فترة التسعينات وبدايات الألفية الثالثة، عندما كانت الحرب وشيكة في المنطقة. وأشارت إلى أنه لا يمكن التنبؤ بأسعار النفط على المديين المتوسط والطويل، لأن ذلك يعتمد على إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول التي تجتمع في مارس المقبل، لتقييم الموقف، وتحديد سياسة الإنتاج، ودور روسيا، وغيرها من العوامل. إمدادات النفط من جانبها، قالت مدير مبادرة «سكوفكروفت» الشرق الأوسط من المجلس الأطلسي، والمدير الأول السابق لشؤون منطقة الخليج العربي بمجلس الأمن القومي بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كريستين فونتينروز، إن «الولايات المتحدة مهتمة وحريصة على استقرار الشرق الأوسط، ليس فقط بسبب إمدادات النفط، بل أيضاً لعدم السماح للمناوئين بتهديد استقرار المنطقة». وأضافت أن «الولايات المتحدة أمامها 20 عاماً تقريباً للوصول إلى الاكتفاء الذاتي التام من النفط»، مستبعدة الانسحاب الأميركي من العراق قبل مرور عام على الأقل، نظراً للتطورات الجارية هناك، وموضحة أن الأزمة الحادثة هناك تعطي فرصة لإنهاء النفوذ الإيراني في العراق، وإنهاء برنامج الصواريخ الإيراني. محاور المنتدى تشمل المحاور الرئيسة لمنتدى الطاقة العالمي الرابع 2020 في أبوظبي، تحديد المشهد العالمي في أمن الطاقة، ويتضمن جلسات عدة، تتناول دور الغاز في انتقال الطاقة، ومواجهة التحديات الديموغرافية في المنطقة، والطاقة النووية، وأمن الطاقة، والتقنيات الحديثة. كما يناقش المنتدى الصراعات التجارية وتأثيرها في الوصول إلى الطاقة، واستعراض مستقبل «خام مربان»، حيث تشكل آلية تسعير خام «مربان» الجديدة خطوة مهمة في استراتيجية «أدنوك» لتسويق منتجاتها بشكل أفضل، وتوسيع هوامش أرباحها، في خطوة ترمي إلى تعزيز مكانة الإمارات مورداً عالمياً موثوقاً لإمدادات دائمة ومستقرة للطاقة في المنطقة والعالم.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :