صنع فريق أتلتيكو مدريد مفاجأة كبيرة مستفيدا في ذلك من ثغرة الضعف الدفاعي التي قدمها له برشلونة لينتصر عليه 3-2 ويضمن تواجده في نهائي السوبر الإسباني الذي سيقام الأحد أمام ريال مدريد على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية “الجوهرة المشعة” في مدينة جدة السعودية. وعكست هذه المباراة هشاشة الضعف الدفاعي لبرشلونة الذي لم يضع مدربه إرنستو فالفيردي الأسلحة اللازمة لمعالجته، في المقابل أظهرت حنكة كبيرة للأرجنتيني دييغو سيموني الذي نجح في فك عقدة الانتصار على البارسا لأول مرة بطريقة ذكية. وكسّر سيميوني عقدته المحلية ضد برشلونة بإقصاء البلوغرانا من نصف النهائي، واضعا نصب عينيه مواصلة الحلم في النهائي أمام الريال. وأشاد الأرجنتيني بلاعبي فريقه وقال بعد المباراة “برشلونة فريق كبير للغاية، مثل مانشستر سيتي وكذلك ليفربول، نعمل يوميا بكل قوة لكي نكون منافسين لتلك الفرق”. وأضاف “المباراة كانت صعبة للغاية، خاصة في الشوط الأول، حيث ضغط برشلونة بقوة؛ مما شكل صعوبة في الخروج بالكرة”. وتابع “في الشوط الثاني، اللاعبون قاتلوا ولعبوا بكل تفان وتركيز، وكان لديهم إصرار كبير على الفوز والتأهل للمباراة النهائية”. وتابع “ركزنا على المساحات الشاسعة في الخط الخلفي لبرشلونة بين بيكيه وأومتيتي، ونجحنا في تسجيل 3 أهداف”. طريقة ذكية بالعودة إلى المباراة التي لعبت على جزئيات صغيرة وكانت الغلبة فيها للخيار التكتيكي للمدرّبيْن، تلوح العديد من المؤشرات التي تظهر تفوق سيموني على فالفيردي. فقد بدأ المدير الفني لبرشلونة إرنستو فالفيردي بطريقة لعب بوجود نيتو في حراسة المرمى، أمامه الرباعي سيرجي روبيرتو وبيكيه وأومتيتي وألبا، وفي الوسط الثلاثي فيدال وبوسكيتس ودي يونغ، والثلاثي الهجومي ميسي وغريزمان وسواريز. وسيطر برشلونة على مجريات اللعب بشكل كامل في الشوط الأول، وضغط على أتلتيكو مدريد الذي تراجع بكامل لاعبيه إلى منطقته وكان ينقصه فقط التسجيل. وفشل ميسي ورفاقه في استغلال الفرص التي سنحت لهم رغم قلتها في ظل التماسك الدفاعي القوي لأتلتيكو مدريد. واعترف ميسي بعد الهزيمة بأن فريقه لم يقدم المطلوب وارتكب عديد الأخطاء خصوصا الدفاعية منها “أردنا التأهل إلى النهائي، وكنا نريد الفوز، لكننا قدمنا صورة مختلفة تماما عما كنا نفعله في الملعب”. وأضاف “ارتكبنا أخطاء الأطفال اليوم”. وسجل برشلونة هدفين بطريقة فردية من ميسي في الشوط الأول، وخطأ في التغطية لدفاع أتلتيكو في الثاني الذي سجله غريزمان حيث عانى البارسا ضد دفاع الروخي بلانكوس. وفشل برشلونة بعد استقبال هدف في بداية الشوط الثاني وتقدمه في النتيجة بهدفي ميسي وغريزمان في استغلال تقدمه وفرض سيطرته على المباراة. وعانى البلوغرانا من الضعف البادي في قلب الدفاع، فمن أول هجمة منظمة لأتلتيكو مدريد في المباراة سجل الأخير الهدف الأول بتمريرة في عمق الدفاع. وتسببت هذه الثغرة أيضا في الهدف القاتل الذي سجله كوريا في الدقائق الأخيرة، حيث ظهرت المساحة الكبيرة بين قلبي الدفاع بيكيه وأومتيتي وغياب المساندة الدفاعية من خط الوسط. ويعاني البلوغرانا هذا الموسم بشكل واضح على المستوى الدفاعي، إذ يعدّ من الفرق الأكثر استقبالا للأهداف في بطولة الليغا هذا الموسم، وفشل فالفيردي في إيجاد أيّ حلول لها. خيار تكتيكي في الشوط الثاني الذي يعرف عادة بشوط المدرّبين، جسّد سيميوني هذه المقولة حرفيا إذ ترك بصمته بشكل واضح في التغييرات التي قام بها، حيث دفع بكوكي مع بداية الشوط الثاني الذي سجل بعد 20 ثانية فقط. وبعد عودة برشلونة في النتيجة بتسجيل هدفين قرر سيميوني سحب كوكي مجددا ودفع بماركوس يورينتي لغلق المساحات في الوسط، وإمداد الخط الهجومي بشكل أكبر. كما كان دفعه بفيكتور ماتشين “فيتولو” بمثابة ورقة رابحة، إذ تسبب في الحصول على ركلة جزاء أعادت أتلتيكو في المباراة وإمضاء هدف التعادل إلى جانب قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط وسرعة انطلاقاته في المساحات بالاعتماد على مهاراته الفردية التي أربكت دفاع ووسط برشلونة. وأبدى فيتولو سعادته بالتأهل إلى النهائي، وقال “جئنا إلى هنا لتحقيق الانتصار وحصد لقب كأس السوبر الإسباني، ولم نستطع الحفاظ على تقدمنا بفضل براعة ليونيل ميسي، ولم نتمكن من إيقافه، لكن كانت لدينا الجرأة بالوصول للمرمى وتعديل النتيجة، وتحقيق الفوز بالنهاية”.
مشاركة :