إيران تستبعد تماما تحطّم الطائرة الأوكرانية بفعل صاروخ

  • 1/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - الوكالات: نفت السلطات الإيرانية بشكل قطعي فرضية تحطم طائرة البوينغ 727 الأوكرانية يوم الأربعاء قرب طهران بصاروخ، وهذا ما يرجحه عدد من الدول وخصوصا كندا التي قضى عدد من مواطنيها في الحادث. كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنّ بلاده تعتبر أيضاً أنّ الطائرة الأوكرانية تعرضت «على الأرجح» لصاروخ إيراني. ومساء، أعلنت كييف أنّ الخبراء الأوكرانيين الذين أرسلوا إلى إيران تمكنوا من الوصول إلى الصندوقين الأسودين. ووقعت الكارثة التي أسفر تحطمها عن مقتل جميع ركابها الـ176، معظمهم من الايرانيين الكنديين ولكن أيضا بينهم أفغان وبريطانيون وسويديون وأوكرانيون بعد ساعات قليلة من إطلاق طهران صواريخ على قواعد يستخدمها الجيش الاميركي في العراق. وقالت اوتاوا ولندن يوم الخميس ان الطائرة أسقطت بالتأكيد بصاروخ ايراني، عن طريق الخطأ على الارجح، وهناك أشرطة فيديو على الانترنت تؤيد هذه الفرضية. لكن رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده قال: «هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ». ونبه المسؤول الايراني الى ان التحقيق «سيتطلب وقتا»، محذرا من كل تكهنات لا تأخذ في الاعتبار نتائج تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين عثر عليهما يوم الاربعاء. وتحطّمت الطائرة غرب طهران بعيد إقلاعها. وراج شريط فيديو من عشرين ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. ويظهر التسجيل جسمًا يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد عدة ثوان، سمع دوي انفجار. هذا الفيديو الذي تعذر على وكالة فرانس برس التأكد من صحته، نشرته خصوصا صحيفة نيويورك تايمز الامريكية. وقال المسؤول الايراني: «شاهدنا بعض الفيديوهات نؤكد أن الطائرة اشتعلت فيها النار لمدة 60 الى 70 ثانية» لكن «القول إنها أصيبت بشيء ما لا يمكن أن يكون صحيحا علميا». ومع تزايد الدعوات لكشف الحقيقة، وخصوصا من كييف ولندن واوتاوا وباريس، وعدت طهران بإجراء تحقيق «شفاف» وبذل كل جهد لتسهيل مهمة البلدان التي لديها مواطنون بين الضحايا. ودعت المفوضية الاوروبية الى تحقيق «مستقل وموثوق». وقالت ايران التي قطعت كندا علاقاتها معها في 2012، إنها تنتظر فريقا كنديا من عشرة أشخاص مكلف بـ«الاهتمام بالأغراض المتعلقة بالضحايا الكنديين». ودعت إيران بوينغ الشركة الصانعة للطائرة المنكوبة الى «المشاركة» في التحقيق. وقال رئيس هيئة الطيران المدني الايرانية: «دعونا الامريكيين والكنديين والفرنسيين والاوكرانيين والسويديين الى أن يكونوا حاضرين وأن يشاهدوا كيف نعمل»، مضيفا: «نحن نزهاء في إجراءاتنا». وبإمكان فرنسا ان تشارك في التحقيق بوصفها دولة صانعة لمحركات الطائرة من خلال مجموعة سي اف ام انترناشونل وهي شركة مختلطة بين سافران الفرنسية وجنرال الكتريك الامريكية. وقال مكتب التحقيق والتحاليل الفرنسي (بي اي ايه) انه «عين ممثلا معتمدا للمشاركة في التحقيق». وأعلنت الوكالة الامريكية المكلفة بأمن النقل أن واشنطن أيضا ستشارك في التحقيق، وكذلك قالت نظيرتها الكندية. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أن «فرضية ضرب الطائرة بصاروخ ليست مستبعدة، لكن ليست مؤكدة أيضا»، وذلك قبل إعلان كييف أنها تلقت من واشنطن «معطيات مهمة» عن الكارثة. واعتبر الحادث أسوأ كارثة طيران مدني تشهدها إيران منذ عام 1988 عندما أعلن الجيش الأمريكي إسقاط طائرة تابعة لخطوط الطيران الإيرانية بالخطأ، ما أسفر عن مقتل 290 شخصًا كانوا على متنها. وأفاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الخميس بأن عدة مصادر استخباراتية أشارت إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الخطوط الأوكرانية الدولية في رحلتها «بي إس752» بعد إقلاعها من طهران، مضيفا ان الامر «قد لا يكون متعمدا». وأمس، اعتبر أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن «لا وجود لأي سبب لعدم الوثوق» بمعلومات عدة دول غربية ترجّح فرضية الصاروخ. وفي السياق نفسه، أشارت هولندا إلى حيازتها معلومات تفيد بأن صاروخا إيرانيا تسبب «على الأرجح» بتحطم الطائرة. لكن عابد زاده الذي حذر من كل استنتاج متسرع رفض هذه الرواية، مشدداً على أن «أي تصريحات تصدر قبل استخراج البيانات (من صندوقي الطائرة الأسودين) لا تعد آراء خبراء». كما دعا إلى عدم التخمين بشأن عدم اتصال الطيار ببرج المراقبة للتبليغ عن مشكل. وقال ان الطيار لم يكن يفكر إلا في محاولة «إنقاذ الطائرة». وعلّقت السلطات السويدية أمس الجمعة الرحلات المباشرة بين السويد وإيران، عازية ذلك إلى «الافتقار للوضوح». كذلك، أعلنت لوفتهانزا الألمانية إلغاء رحلاتها اليومية إلى طهران حتى 20 يناير.

مشاركة :