القدس المحتلة - (أ ف ب): أعلنت السلطات الإسرائيليّة ليل الخميس الجمعة الإفراج المبكر عن سجينين سوريين أحدهما صدقي المقت الذي يمضي عقوبة بالسجن بعد إدانته بالتجسّس لحساب دمشق، في إطار عمليّة تبادل معقّدة سهّلتها روسيا. وصدقي المقت درزي من مواليد بلدة مجدل شمس في الجولان في 1967. وحكم عليه في 2015 بالسجن أحد عشر عاما بتهمة التجسّس والخيانة والاتّصال بعميل أجنبي ونقل معلومات إلى سوريا في أوقات الحرب. وذكرت سلطات السجون الإسرائيليّة في بيان قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة «سيتمّ إطلاق سراح السجين الأمني صدقي المقت غدًا، العاشر من يناير قبل انتهاء مدّة سجنه». وكان المقت أسيرا في السجون الإسرائيلية وتم الإفراج عنه في أغسطس من عام 2012 بعد 27 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية. ووصل المقت، الذي وصفه الإعلام السوري الرسمي، بـ«عميد الأسرى السوريين» الجمعة إلى مسقط رأسه في مجدل شمس. وقال في شريط فيديو بثته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن الإفراج عنه «كان من دون شروط» معتبرًا ذلك «انتصارًا لإرادة السوريين على إرادة المحتل». وأوردت الوكالة تم إعادة اعتقاله «في 25 فبراير 2015... بعدما وثق تعاون جيش الاحتلال الإسرائيلي مع إرهابيي جبهة النصرة». ووصل أبو صالح ليلا إلى مجدل شمس، وفق المصدر ذاته. كما أعلنت السلطات خلال الليل الإفراج المبكر عن أمل أبو صلاح أحد سكان الجولان حيث يشكل الدروز غالبية، والذي كان مقرّرًا أن يُسجن حتى عام 2023 بتهمة قتل سوريّ عبَرَ الحدود الإسرائيلية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإفراج عن المقت وأبو صلاح تأخر لأن الرجلين كانا يريدان العودة إلى بلدة مجدل شمس في الجولان بدلا من التوجه إلى سوريا. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ الإفراج عن الرجلين يندرج في إطار «بادرة حسن نية» بعدما استعادت إسرائيل رفات الجندي زخاري بوميل الذي فُقِد منذ اجتياحها لبنان في صيف 1982. فقد زخاري بوميل في معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في يونيو 1982. بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان لوقف نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة ضد أراضيها. وكان الجيش السوري ينتشر آنذاك أيضا في أجزاء كبيرة من لبنان. وقامت روسيا التي تتمتع بعلاقات مميزة مع الدولة السورية بتسهيل إعادة رفات الجندي الإسرائيلي إلى إسرائيل. ولا ترتبط سوريا بأي علاقات دبلوماسية أو سياسية مع إسرائيل، وعلى العكس فإن إسرائيل تتهم سوريا بالسماح لقوات حزب الله وقوات من الحرس الثوري الإيراني المعادين لها باستخدام الأراضي السورية. ويعيش أكثر من 23.000 درزي سوري على جزء من مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا عام 1967وتم ضمها لاحقًا، وهو إجراء لم يعترف به المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة مؤخرًا. ولا تزال الغالبية العظمى من السكان الدروز في الجولان يعتبرون أنفسهم سوريين.
مشاركة :