فرضت الولايات المتحدة، أمس، مزيداً من العقوبات على إيران، رداً على هجومها على القوات الأميركية في العراق، وتعهدت بتشديد العقوبات على الاقتصاد الإيراني. وشملت العقوبات قطاعات الصناعات التحويلية والتعدين والمنسوجات فضلاً عن 8 مسؤولين كبار قالت واشنطن إن من بينهم ضالعين في هجوم الثامن من يناير على قاعدتين عسكريتين تستضيفان قوات أميركية في العراق. وحددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب 17 شركة منتجة للمعادن وشركات مناجم إيرانية، وشبكة من ثلاثة كيانات تتخذ من الصين وجزر سيشيل مقراً لها وسفينة ضالعة في شراء وبيع ونقل منتجات معادن إيرانية، وكذلك بتأمين مكونات إنتاج معادن مهمة لمصنعي هذا القطاع الإيرانيين. وأعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين العقوبات في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو. إلى ذلك، قال براين هوك الممثل الأميركي الخاص بإيران، أمس، «إن سياسة العقوبات الأميركية على طهران أداة لمنع الانتشار النووي أكثر فاعلية لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق أوسع نطاقاً من الاتفاق النووي الموقع عام 2015». وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى الاتفاق الجديد مع طهران على نحو يحل الخلافات القائمة دبلوماسياً، داعياً إيران بألا تواجه «الدبلوماسية الأميركية بالقوة العسكرية». وأضاف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف حضرته «الاتحاد»: «لا يمكن السماح لإيران بحيازة سلاح نووي، سيكون هذا كارثياً على الشرق الأوسط». وتابع: «بعد خروجنا من اتفاق إيران النووي، نحن الآن في وضع أفضل بكثير لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي». ونوّه إلى أن إيران انتهت فيما يبدو من ردها للانتقام من قتل الولايات المتحدة قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وقال هوك: «يبدو أن إيران انتهت من ردها انتقاماً لقتل قاسم سليماني، وهذه مسألة تخص إيران، وأنا لا أتحدث باسمهم». وقال لـ«الاتحاد»: «نأمل أن تبدأ إيران في اتخاذ قرارات أفضل وألا تواصل سياستها الخارجية العدائية سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها». وأضاف: «إن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحاً»، مكرّراً دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران: «إن يد الولايات المتحدة ممدودة بالسلام لمن يسعى إليه»، لكنه لفت إلى أن «حملة الضغط القصوى» مستمرة وتتزايد إلى أن تتخلى طهران عن سلوكياتها الحالية. وأشار إلى أن العقوبات التي فرضتها واشنطن ستزيد من المعاناة الاقتصادية لإيران وقيادتها، موضحاً أنها تعاني في الوقت الراهن بالفعل من أزمة مالية واقتصادية خانقة نتيجة العقوبات. وحمّل هوك إيران مسؤولية أفعال وكلائها في أنحاء المنطقة، وخصوصاً في سوريا والعراق. وأشار إلى أن القرار التنفيذي الذي فرض ترامب بموجبه العقوبات، يستهدف أي جهة تتعامل مع قطاع الصناعات التحويلية الإيرانية، مؤكداً أن إيران تستخدم إيرادات هذا القطاع في تمويل سياساتها الخارجية. وحذّر المسؤول الأميركي من أن إيران تمتلك أكبر مخزون صواريخ باليستية في المنطقة، مؤكداً أنه لا بد من التعامل مع ذلك خصوصاً في ظل خطر انتشارها بيد وكلاء إيران. وأشار إلى أن صمت المجتمع الدولي على الصواريخ الباليستية الإيرانية طوال الفترة الماضية يشكل «خطراً متراكماً»، لاسيما أن إيران تنشر هذه الصواريخ وتواصل إجراء تجارب عليها. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن يوم الأربعاء الماضي، عن العقوبات الجديدة «الفورية» خلال خطاب ردّ فيه على الضربات الصاروخية الإيرانية، التي لم تسفر عن مقتل أي أميركي.
مشاركة :