أدانت السعودية انتهاك إيران لسيادة العراق من خلال استهداف قاعدتين عسكريتين عراقيتين، لافتة النظر إلى سعيها المستمر لإبعاد العراق الشقيق عن منزلقات القتال والحرب ليحيا أبناؤه في أمن وازدهار، مؤكدة أنها ستقف دائما إلى جانب العراق ليتجاوز كل ما يهدد أمنه واستقراره وانتماءه لعروبته. وحثت السعودية المجتمع الدولي على ضرورة العمل على إلزام إيران على احترام سيادة الدول في الشرق الأوسط، واحترام القوانين والمعاهدات الدولية، والكف عن زعزعة أمن المنطقة والعالم أجمع. جاء ذلك خلال كلمة السعودية التي ألقاها اليوم مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، في جلسة مجلس الأمن المنعقدة حول "التمسك بميثاق الأمم المتحدة من أجل صون السلام والأمن الدوليين". وفي بداية الكلمة قدم السفير المعلمي التهنئة لرئيس الجلسة نائب رئيس الوزراء في جمهورية فيتنام، بمناسبة تولي بلاده مقعدها في مجلس الأمن ورئاسة المجلس لهذا الشهر، متمنيا لها ولشعب فيتنام الصديق مزيدا من التقدم والازدهار. وأوضح أن السعودية حرصت منذ تأسيسها على الحفاظ على الأمن السلم والدوليين، وتعزيز العمل الجماعي تحت مظلة الأمم المتحدة انطلاقا من إيمانها الراسخ بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة، وحرصها على نشر رسالة السلام والمحبة، ومنع الحروب والصراعات المدمرة، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وقال السفير المعلمي "نجتمع اليوم والعالم أحوج من أي يوم مضى إلى صون الأمن والسلم الدوليين والتمسك بميثاق الأمم المتحدة، في ظل ما يشهده العالم بصورة كبيرة ومتزايدة ومتسارعة لوتيرة الصراعات والتوترات بشكل لم يشهده منذ عقود طويلة، خاصة في منطقتنا منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي". وأكد المعلمي أن السعودية تحث كل الدول على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، إلى جانب حثها المجتمع الدولي على ضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه هذا الالتزام، خاصة فيما يتعلق بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المخالف لمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها للأرض الفلسطينية وبقية الأراضي العربية. وأضاف السفير عبدالله المعلمي أن معالجة المشكلات التي يواجهها العالم اليوم، تتطلب منا ترجيح الحكمة والسلام على الحرب والدمار، وأن نعمل معا على تجنيب العالم مزيدا من الصراعات، وأن ننشر رسالة السلام، وأن نعمل على تعزيز دور الدبلوماسية المتعددة والوساطة لحل الأزمات، وهو ما تبنته السعودية دائما في سياستها الخارجية، وشهدت على ذلك مبادرات عدة، منها توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمينة وبين المجلس الجنوبي الانتقالي، وكذلك توقيع معاهدة السلام بين إريتريا وإثيوبيا، ومختلف المبادرات المتعددة التي قامت بها السعودية في السنوات الماضية، حيث نجحت من خلال سياستها في تجنيب المنطقة والعالم صراعات كثيرة، وكان لها دور كبير في صون الأمن والسلم الدوليين. وأشار إلى أنه تأكيد على جهود السعودية في صون الأمن والسلم الدوليين، تأسس في السعودية هذا الأسبوع مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، إيمانا منها بأهمية هذا المجلس في تعزيز فرص التعاون والاستثمار والتنمية بين دول المنطقة، والمساعدة على حفظ الأمن ومواجهة التحديات والمخاطر. وتابع: إن الالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئها يتطلب النظر في هذا الميثاق وتحديثه، والعمل على أن يكون مواكبا لتطلعات القرن الـ21 وتحدياته، ولذلك فإن السعودية تدعم دعما كاملا الجهود التي تبذل نحو إصلاح مجلس الأمن وإصلاح الأمم المتحدة بشكل عام، كما تدعو كل الأطراف إلى الالتزام بأنظمة العمل متعدد الأطراف في العالم، والحفاظ على المعاهدات الدولية وصيانتها. وأبان السفير عبدالله المعلمي في ختام كلمته بأن السعودية لن تأل جهدا في العمل مع الأمم المتحدة وبالذات مع مجلس الأمن الموقر، ومع الدول المؤمنة بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير البشرية، مفيدا أن السعودية ستستمر في أداء دورها الدبلوماسي بحس المسؤولية وإعلاء مفاهيم القانون الدولي، والتي كانت وما زالت تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي، لافتا النظر إلى أن الجميع اليوم مطالبون باتخاذ السياسات والقرارات الحازمة لمواجهة هذه التحديات بكل صلابة وتصميم، والتحرك الجاد والسريع نحو صون الأمن والاستقرار العالمي، وتهدئة الأوضاع وعدم اللجوء إلى التصعيد في أي مكان.
مشاركة :