وفد من البرلمان الأوروبي إلى واشنطن للتحقق من مزاعم التجسس على الفضاء الإلكتروني

  • 10/27/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل: عبد الله مصطفى واشنطن: «الشرق الأوسط» قال البرلمان الأوروبي ببروكسل إن وفدا يضم تسعة من النواب، وهم أعضاء في لجنة الحريات المدنية في المؤسسة التشريعية العليا في الاتحاد الأوروبي، سيتوجه إلى واشنطن غدا، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تهدف إلى جمع معلومات عن التحقيق بشأن مراقبة الفضاء الإلكتروني للمواطنين الأوروبيين من قبل وكالة الأمن القومي الأميركي، والمزاعم التي ترددت مؤخرا بشان برامج تنصت أخرى، وتداعيات ذلك على الخصوصية للمواطنين الأوروبيين، وحماية البيانات الشخصية، ومدى تأثيرات هذه الأمور على الصفقات مع الولايات المتحدة الأميركية، بشأن تبادل البيانات المصرفية وسجلات المسافرين عبر المطارات. وحسب البيان الصادر عن البرلمان الأوروبي فإن هذه الأمور ستكون محور نقاشات أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي مع السلطات في الولايات المتحدة الأميركية. جاء ذلك بعد أن انتقد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الأوروبي هانس سوبودا بشدة ما وصفه بتركيز القادة الأوروبيين فقط على خصوصيتهم والفشل في حماية خصوصية الشعب الأوروبي، ومعلوماته الخاصة، وذلك على خلفية القرار الذي اتخذه اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن مزاعم التجسس الأميركي عليهم. وقال عضو البرلمان الأوروبي في بيان صحافي إن «حماية معلومات وبيانات المواطنين الأوروبيين ليست أولوية لدى قادة الاتحاد الأوروبي»، معربا عن خيبة أمله من المسؤولين لمجرد اهتمامهم، وعدم تقبلهم التجسس على أجهزتهم الجوالة، وتجاهل توفير الحماية لأكثر من 500 مليون مواطن أوروبي. من جهة أخرى، قام ناشط أميركي بنشر محادثات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أجراها مايكل هايدن مدير وكالة الأمن القومي الأميركية السابق، مع عدد من الصحافيين. وكان هايدن، الذي شغل أيضا منصب مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، مسافرا من واشنطن إلى نيويورك عبر القطار السريع، وكان توم ماتزي، وهو مدير سابق لموقع إعلامي على الإنترنت، يجلس في الكرسي الخلفي لهايدن عندما استمع إلى محادثاته مع الصحافيين عبر هاتفه الجوال. وانتقد هايدن عبر الهاتف إدارة أوباما، وتحدث عن الخطة السرية التي وضعها جهاز المخابرات في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، لاعتقال من وصفهم بالمشتبه فيهم، وهو الأمر الذي نقله ماتزي في عدة تغريدات عبر موقع تويتر. وكان المدير السابق لوكالة الأمن القومي لا يعلم أن توم ماتزي الذي يعمل في جماعة سياسية ليبرالية تدعى «MoveOn.org» كان يسافر معه بالقطار السريع من واشنطن. ونفى توم ماتزي، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، أن يكون قد استرق السمع، بل كان هايدن يتحدث بصوت مرتفع في القطار وهو على مسافة ليست بالقريبة جدا منه، وقال إن هايدن على علم جيد بفضل علمه أن المكالمات عبر «البلاك بيري» ليست بالآمنة. لكن مايكل هايدن، مدير وكالة الأمن القومي الأميركية السابق، لم يفعل ذلك بعد ظهيرة أول من أمس عندما كان على متن قطار أسيلا السريع في الرحلة رقم 2170 المتجهة إلى نيويورك. وعوضا عن ذلك، جلس المدير السابق لوكالة الأمن القومي في مقعد بعربة القطار، وبعد ذلك بقليل بدأ في التصرف مثل العديد من المسافرين على متن الشركة الوطنية للسكك الحديدية (امتراك) من خلال ممارسة طقوس المسافرين: التحدث، من دون توقف غالبا، في هاتفه الجوال مع بدء انطلاق القطار. لم يستطع أحد الركاب، الذي كان يبعد قليلا عن مقعده، أن يخفي شغفه، بالمحادثة الهاتفية التي أثارت اهتمامه، التي تضمنت حديثا حول جهاز الـ«بلاك بيري» الخاص بالرئيس أوباما في عام 2008، لا سيما بعد إجراء التعديل الخاص بإغلاق خاصية التنصت على الأجانب. وتساءل توم ماتزي «هل من الممكن أن تلك المكالمة كانت مع جيمس كلابر؟»، وهو مدير سابق للمنظمة السياسية «موف أون دوت أورغ»، في إشارته إلى مدير الاستخبارات الوطنية؟ ولكن يا ترى ما هو السبب وراء حديث مسؤول حالي علنا على الملأ بشأن المواقع السوداء لوكالة لاستخبارات المركزية وتسليم السجناء؟ لقد استغرق الأمر نحو نصف ساعة، لكن بعد ذلك نجح ماتزي في فهم الموضوع. ووضع ماتزي هاتفه الجوال بسرعة وبدأ في كتابة التغريدات على «تويتر». وكتب ماتزي «الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية مايكل هايدن موجود على متن القطار السريع (اسيلا)، ويجلس خلفي في مقعده ليفشي الأسرار، في ما يخص خلفيته المعرفية بوصفه مسؤولا إداريا كبيرا سابقا». ويواصل ماتزي قائلا «يبدو أنه يدافع عن ذلك». وفي الدقائق الخمس عشرة التالية، نشر ماتزي تحديثات دورية بشأن محادثة هايدن. وفي إحدى المرات، ذكر هايدن اسم «ماسيمو»، وهو ما جعل ماتزي يشك في أن هايدن كان يتحدث إلى مراسل الأمن القومي بمجلة «التايمز»، ماسيمو كالابريسي. وكتب ماتزي «كان هايدن يدلي للمراسلين وهو على متن قطار (اسيلا) بتصريحات ازدرائية تتعلق بالإدارة». وأردف قائلا «تذكّر بأنه كان يشير فقط إلى أنه مسؤول كبير سابق بالإدارة». وحينما تم الاتصال هاتفيا بهايدن في مساء يوم الخميس، نفى أنه كان يقتص من إدارة أوباما. وصرح هايدن لجريدة «واشنطن بوست» قائلا «لم أنتقد الرئيس. والواقع أنني قلت إن هذا قضايا صعبة للغاية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد قلت إنني لدي توجيه سياسي أيضا، وهو الأمر الذي قيد أفعالي عندما كنت مديرا لوكالة الأمن القومي الأميركية». وأردف هايدن «وفي الوقت الحالي، سيصبح التوجيه السياسي (للمسؤولين الحاليين) أكثر قوة. ولم يكن الأمر انتقاديا». وقال هايدن إنه أخبر كالابريسي بأن قرار أوباما باستخدام الـ«بلاك بيري»، جعل اتصالاته في خطر التعرض لخدمات التجسس الأجنبي، وأن وكالة الأمن القومي قد قررت أنها تريد أن تجعل جهازه أكثر أمانا. ويقول هايدن «لقد فهم ماتزي الأمر بشكل خاطئ للغاية؟»، وقد رفض هايدن التغريدات واصفا إياها بأنها «لغو من ناشط ليبرالي يجلس على بعد مقعدين مني في القطار واسترق السمع بشكل متناوب» (لم يرد كالابريسي على المكالمات وطلبت التعليقات التي أرسلت إلى بريده الإلكتروني). في هذه الأثناء، وعند المرور عبر فيلادلفيا، بدأ القلق يساور ماتزي، بشأن ما إذا كانت تغريداته بخصوص محادثة هايدن ستورطه في مشكلة. في الدقائق الأولى القليلة منذ بداية نشر التغريدات استطاع ماتزي أن يتسبب في حدوث ضجة بسيطة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وكتب في إحدى تغريداته قائلا «أعتقد أنني أخفقت تماما». وتبع ذلك بوقت قليل بتغريدة تقول «لم أتراجع بعد. هل لدي (الشجاعة) لكي أطلب منه صورة شخصية؟ (هايدن اسيلا)».

مشاركة :