جرت، أمس السبت، مراسم تنصيب سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور خلفاً للسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، فيما تعهد العمانيون بالولاء والطاعة للسلطان الجديد، الذي اختاره لعمان من أحب عُمان ويدرك مصلحتها جيداً، كما يعلم أن من اختاره سيكون خير خلف لخير سلف السلطان قابوس.وأكد السلطان هيثم بن طارق أنه سيواصل مع الأشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدماً إلى الأمام. كما أكد استمرار سلطنة عمان في دعم جامعة الدول العربية والتعاون مع زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.وقال السلطان هيثم بن طارق، في كلمة له أوردتها وكالة الأنباء العمانية عقب أدائه قسم اليمين أمس في جلسة مشتركة لمجلسي عُمان والدفاع، إن سلطنة عمان ستواصل دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم وستبني علاقاتها مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلفه السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات مؤكدا السير على خطى ثوابت سياسة سلطنة عمان الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات. وأشاد السلطان هيثم بن طارق بن تيمور بجهود ودور الراحل السلطان قابوس بن سعيد في بناء ونهضة سلطنة عمان تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر مؤكدا عزمه السير على نهجه والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه.وكان مجلس الدفاع العماني قد أعلن، أمس السبت، هيثم بن طارق بن تيمور سلطاناً لعمان خلفاً للسلطان قابوس بناء على وصيته، رحمه الله. وقام المجلس، في وقت باكر من صباح أمس، بحضور مجلس العائلة المالكة بفتح مظروفين من السلطان الراحل قابوس بن سعيد، كتبا بخط يده، حسبما نشرت وكالة الأنباء العمانية.ووفقًا لما نصت عليه المادة (6) من النظام الأساسي للسلطنة، واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به السلطان الراحل قابوس، بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة، أوكل مجلس العائلة؛ المجلس الدفاع بفتح الوصية.وعقدت جلسة فتح الوصية بحضور الفريق أول وزیر المكتب السلطاني رئيس مجلس الدفاع بالإنابة، والفريق المفتش العام للشرطة والجمارك والفريق رئيس جهاز الأمن الداخلي والفريق الركن رئيس أركان قوات السلطان المسلحة وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.وبقراءة الوصية بشكل مباشر على جميع الحاضرين، تم الإعلان بأن السلطان هيثم بن طارق بن تيمور هو سلطان عمان الجديد، خلفاً للسطان قابوس.وذكر المجلس في بيان نقلته وكالة الأنباء العمانية أن «مجلس العائلة المالكة انعقد وقرر بقناعة راسخة تثبيت من أوصى به السلطان في وصيته إيماناً من مجلس العائلة بالحكمة المعهودة والنظرة الواسعة التي يتمتع بها وعليه أوكل مجلس العائلة لمجلس الدفاع القيام بفتح الوصية».وجاء في بيان لمجلس الدفاع نشرته الوكالة، صباح أمس، «يسترعي مجلس الدفاع انتباه المواطنين الكرام بأنه وبالإشارة إلى البيان الأول الذي أعلن فيه عن قيامه بدعوة مجلس العائلة المالكة الانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، فقد تسلم مجلس الدفاع اليوم (أمس) ردا كريما من مجلس العائلة المالكة تمثل في أن المجلس انعقد وقرر عرفانًا وامتنانًا للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد المعظم رحمه الله وبقناعة راسخة تثبيت من أوصى به في وصيته إيمانًا من المجلس بالحكمة المعهودة له طيب الله ثراه وعليه أوكل مجلس العائلة المالكة لمجلس الدفاع القيام بفتح الوصية وفقًا لما نصت عليه المادة (6) من النظام الأساسي للدولة واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به السلطان بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة».وتنص المادة السادسة من القانون الأساسي للسلطنة على أن الأسرة المالكة يجب أن تختار سلطانا جديدا في غضون ثلاثة أيام من خلو المنصب.وبحسب المادة الخامسة من الدستور العماني فإن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان ويشترط فيمن يختار لولاية الحكم من بينهم أن يكون مسلما رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لأبوين عمانيين مسلمين. ويعتبر السلطان هيثم بن طارق السلطان العاشر لسلطنة عمان والحاكم الخامس عشر من الأسرة البوسعيدية. (وكالات)
مشاركة :