هل أصبحت إيران بلدا مشؤوما على أهله ومن يسكنه أو يعبر من خلال أراضيه أو أجوائه أو بحاره؟ أم أن النظام السياسي (حكم الملالي) لا يكترث لعدد الذين يموتون أو يقتلون في إيران؟ حين اندلعت منذ شهر مظاهرات المواطنين الإيرانيين احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود في كل المدن الإيرانية واجهت السلطات ذلك بالقتل الوحشي حتى وصل عدد القتلى إلى ما يفوق (1400) قتيل، وشكر المرشد الأعلى (خامنئي) وزارة الداخلية على قمعها للمتظاهرين! وحين تم تشييع جثمان (قاسم سليماني) في مدينة (كرمان) وسط هتافات حشود الحرس الثوري الإيراني وعناصر الباسيج المطالبين «بالانتقام لمقتله والموت لأمريكا»، قيل إن أكثر من خمسين شخصا ماتوا أثناء تدافعهم في مسيرة التشييع للجنازة.. يمكن أن نتوقع وفاة خمسة أشخاص، لكن (خمسين) يموتون دهسا.. عجبي! والمفارقة أن إيران حين هاجمت القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف جنودا أمريكيين (قاعدة عين الأسد وقاعدة أربيل) بأكثر من 15 صاروخا باليستيا قالت طهران إنها قتلت 80 جنديا أمريكيا، واتضح بعدها أنها لم تجرح جنديا أمريكيا واحدا.. ومن المؤسف أن يتزامن القصف الصاروخي الإيراني بانفجار وسقوط طائرة أوكرانية مدنية بعد إقلاعها من مطار طهران.. وأسفر الحادث عن مقتل 176 راكبا معظمهم من الإيرانيين الكنديين، وأفغان وبريطانيين وسويديين وأوكرانيين، ورجحت المصادر أن الطائرة المدنية أسقطها صاروخ إيراني وليس خللا فنيا مثلما ادعت إيران سابقا واعترفت بذلك يوم أمس. فضلا عن أن المليشيات العراقية (الموالية لإيران) بأوامر من «قاسم سليماني» قتلت أثناء الاحتجاجات الشعبية في بغداد والبصرة وكربلاء ومدن عراقية أخرى أكثر من 400 متظاهر عراقي. باختصار.. أينما تحل إيران أو الحرس الثوري يحل الموت بالمواطنين الإيرانيين الأبرياء، وبالشرفاء العراقيين.. وقصف الطائرة المدنية الأوكرانية الأخيرة سجل في كشف الموت جنسيات أخرى.. نحن أمام نظام يعيش على دماء الآخرين.. إنها كارثة سياسية.. لكن هكذا يفكر النظام الثيوقراطي في إيران حقا!
مشاركة :